ندوة تناقش قضايا اللغة والأدب والترجمة

188

نظم مختبر البحث في اللغة والأدب والترجمة، يومي 17 و18 يوليوز 2023، ندوة في موضوع “قضايا المفهوم في اللغة والأدب والترجمة” برحاب الكلية متعددة التخصصات بتازة- جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. وقد توزعت أشغال هذه الندوة على ست جلسات امتدت على مدى يومين، بمشاركة أساتذة من داخل الكلية وخارجها، فضلا عن مجموعة من الطلبة الباحثين المنتمين إلى المختبر. هذه الندوة كانت من تنسيق الدكاترة الحسن الهلالي وإبراهيم عمري ومريم الناوي.

اليوم الأول استهل بجلسة افتتاحية ترأسها الدكتور إبراهيم عمري، وتميزت بكلمتي عميد الكلية الدكتور حسن بوكا، ومدير المختبر الدكتور الحسن الهلالي، وكذا كلمة اللجنة المنظمة، التي ألقتها الدكتورة مريم الناوي، وتضمنت ترحيبا بالمشاركين في الندوة من أساتذة باحثين وطلبة.

وعرفت الجلسة الأولى، التي ترأسها الدكتور جمال والزين، مشاركة ستة متدخلين قاربت مداخلاتهم مفاهيم تنوعت بين الاستعارة عند الجرجاني والاشتراك الصيغي والرابط اللغوي والسخرية، فيما اهتمت المداخلتان الأخيرتان بإضاءة موضوعي الصنف الصواتي الطبيعي في ضوء نظرية هندسة السمات، وآليات وضع المصطلح اللساني في اللغة العربية.

وتناولت الجلسة الثانية، التي ترأستها الدكتورة مريم الناوي، عدة مفاهيم بالبحث والتحليل، انتقل عبرها الباحثون بين التحليل النحوي والسلم الحجاجي والتداخل السيميائي. ولأن الندوة شكلت فرصة لمعالجة المفاهيم الأدبية الرقمية، فقد تضمنت هذه الجلسة مداخلتين عالجتا مفهوم القارئ الرقمي وعلاقته بالقراءة والتأويل والإنتاج، فضلا عن مفهوم الرابط باعتباره يؤسس لبلاغة جديدة للنص الرقمي.

أما الجلسة الثالثة فترأست أشغالها الدكتورة مليكة الصوطي، وجاءت هي الأخرى غنية من حيث المفاهيم المدروسة، وشملت ميادين الشعر والتراث اللغوي وسيميائيات الخطاب، قبل أن يختتم أشغالها الدكتور محمد فكري بمداخلة ماتعة تناول فيها “مفارقة المصطلح” خاصة عند الناقد الفرنسي جيرار جينيت بوصفه بارعا في بناء المصطلحات وكذا في تحطيمها.

وكان اليوم الثاني مدار الجلسات الرابعة والخامسة والسادسة، وقد ترأس مستهلها الدكتور الحسن الهلالي، لينطلق المشاركون في إلقاء مداخلاتهم، التي توزعت بين التفاعلية في الأدب الرقمي والتأويلية بين المفهمة والمصطلحية والترجمة، ثم مفهوم الفونيم بين النظرية الغربية وخصائص اللغة العربية، فيما تطرقت المداخلة الأخيرة إلى أحد أهم مفاهيم اللسانيات الاجتماعية، ونخص بالذكر الثنائية اللغوية، قبل أن تختتم الجلسة بمقاربة إبستمولوجية للمفهوم اللساني.

ولم تخرج الجلسة الموالية عن درب سابقتها، حيث تطرق الأساتذة والطلبة الباحثون إلى إشكالات معالجة المفهوم النقدي، وتطور مفهوم الظرف في النحو العربي، فيما اهتمت المداخلة الثالثة بمفهوم المعنى المضمر وتعدد اصطلاحاته، لتنتهي الجلسة بمداخلة باللغة الفرنسية تطرقت إلى اشتغال المفهوم في ظل تحديثاته المصطلحية.

وقد ترأس آخر الجلسات العلمية الدكتور عادل الساحلي، الذي بدوره ألقى مداخلة مقتضبة همت بالخصوص بعض خصائص المعرفة النواة. أما باقي المداخلات فلم تخرج عن نطاق المواضيع التي سبقتها، باستثناء بعض الاختلافات من حيث المفاهيم المعالجة؛ لتحضر مفاهيم المماثلة والتغيرات الصواتية، ومفهوما النقد ونقد التنظير وما بينهما من فروقات، ثم مفهوم المحكي الأدبي التفاعلي بين البناء المفهومي والحدود النظرية، فضلا عن إشكالية تدقيق المفهوم والمصطلح في ظل زخم الكلمات، ومفهوم السياسة اللغوية والتقاطعات الممكنة. وفي الأخير انتهت الجلسة بمناقشة مستفيضة حول ما جاء في الجلسات، إن على سبيل التساؤلات أو على سبيل التعقيبات.

وقد كانت الجلسة الختامية فرصة أعرب فيها الدكتور الحسن الهلالي، بصفته مديرا لمختبر البحث في اللغة والأدب والترجمة، عن جميل امتنانه لجهود إدارة الكلية في شخص عميدها الدكتور حسن بوكا، والطاقم الإداري والبيداغوجي والأعوان. كما أشاد بالدعم اللامشروط لجماعة تازة، قبل أن يعرب عن سعادته وفخره بنجاح هذه الندوة تنظيما ومشاركة. وبعد ذلك أخذت الكلمة عضو اللجنة المنظمة الطالبة الباحثة نسرين المكي، التي شكرت إدارة الكلية وكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذه التظاهرة العلمية القيمة، كما تلت مختلف التوصيات التي انتهت إليها هذه الندوة.

عن موقع هيسبريس

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

تعليقات