ندوة تطالب بتعميم الاستماع إلى التلاميذ

259

دعت ندوة تربوية فكرية احتضنها نادي الصحافة بالرباط وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، إلى تعميم تجربة الاستماع إلى التلاميذ التي وثقتها الكاتبة فوزية رفيق الحيضوري في كتابها الجديد “سارليكسيا..بوح شفيف”، على كل المؤسسات التعليمية بالمغرب.

الندوة التي نظمها الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، بتعاون مع نادي الصحافة بالمغرب، أثنت على تجربة الاستماع المدرسية، التي استطاعت من خلالها رفيق تكسير جدار الصمت الذي يخفي الكثير من المعاناة لدى التلميذات، خصوصا اللواتي يعشن ظروفا أسرية صعبة، واعتبرت أن الكاتبة نجحت في نقل شهادات هؤلاء التلميذات بأسلوب أدبي ماتع.

وشددت الندوة، التي شاركت فيها الكاتبة والحقوقية عائشة حسمي، والكاتبة والناقدة عائشة العلوي لمراني، على أن التلاميذ ليسوا أواني تملأ بالمعلومات ويطلب منهم إرجاعها أثناء الاختبار، بل هم حالات إنسانية ووجدانية في حاجة ماسة إلى الغوص في مكنوناتهم النفسية، ولا يتم ذلك إلا عبر الاستماع إليهم، وهو الأمر الذي يحتم على الوزارة الوصية “تكوين كفاءات قادرة على القيم بهذا الدور”.

وعرفت الندوة حضور رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، فؤاد بوعلي، والإعلامي محمد سراج الضو، عضو مكتب نادي الصحافة بالمغرب، والخبير التربوي محمد الدريج، مقدم الكتاب، وعدد من الباحثين والنقاد.

يشار إلى أن كتاب رفيق تناول موضوعا نظر فيه الكثير من المختصين في البيداغوجيا والتعليم، إلا أن الكاتبة استندت فيه إلى تطبيق الأفكار البيداغوجية دون الغوص في الجانب النظري، وركزت فيه بشكل أساس على البوح وسرد الوقائع.

في تقديمه للكتاب، قال الخبير التربوي محمد الدريج إنه يعد “تجربة إنسانية غنية بالكثير من المواقف، رهاناتها كانت كبيرة وآمالها عريضة، خصوصا أنها اندرجت في سياق محاولة الارتقاء بمنظومتنا التربوية من خلال التصدي لظاهرتي الهدر والرسوب المدرسيين، وأحببت المؤلفة أن تتقاسمها لرغبتها وطموحها في تعميم معطياتها ومخرجاتها للمهتمين، والمشتغلين في حقل التربية والتعليم عموما، وورش الاستماع والوساطة المدرسية خصوصا”.

وأضاف الدريج أن تجربة الاستماع التي خاضتها رفيق “كانت محطة حاسمة في حياتها المهنية والاجتماعية، علمتها كيف يعزز الشخص إنسانيته، ويبنيها على أسس متينة، تتقاطع مع مرجعياته الفكرية والأخلاقية؛ فالذي لا يبصر بقلبه وإحساسه لا يبصر بعينيه، والغوص في ذات الآخر يتيح لنا معرفة خباياها، وتجلية أسباب فشلها أو نجاحها”.

عن موقع هيسبريس

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

تعليقات