أحوجيل يناقش قرابة العربية والعبرية والآرامية

622
في كتاب موسوم بـ”التأصيل المعجمي للكلمات العربية والآرامية والعبرية..من التطور الدلالي إلى القرابة اللفظية”، يناقش الكاتب سفيان أحوجيل، الباحث في الترجمة والفقه اللغوي المقارن وحضارة الشرق القديم، موضوع القرابة اللفظية بين اللغات الآرامية والعربية والعبرية.

ويشير المؤلِّف في كتابه إلى أنّ الكثير من الكلمات العربية، وكلمات ما تُسمى حاليا “اللغة العبرية الحديثة”، (وهي من أصل كنعاني)، تستمد أصلها من اللغة الآرامية، مُعلّلا هذه القرابة بنظرية التطور الدلالي وانتقال الألفاظ المدروسة عن طريق ما يسمى “الكِنايَة” metonymic shift.

هذا الانتقال، يورد الباحث في كتابه، يتمّ بشكل تضيق أو تتسع فيه معاني الكلمات، قبل أن تستقر في آخر بناء صرفي ودلالي لها؛ وذلك إما بما سمّاه “تأصيل شعبي” étymologie populaire كلفظ “عُرْس”، أو نتيجةً لخطأ تأصيلي erreur étymologique، أو عن طريق النظرية الصرفية المسماة “الاشتقاق المعكوس” dérivation régressive.

وحاوَل المؤلِّف في دراسته، التي اعتمدت في تعاطيها مع الألفاظ التي وقع عليها الاختيار على مبادئ الفقه اللغوي المقارن/الفيلولوجيا، تحديد الأصل الآرامي لبعض الألفاظ العربية والعبرية، والتي استمدت بناءها الصرفي عن طريق ما يُعرف في علم المعنى بظاهرة تعميم الدلالة أو توسيع المعنى.

وتطرح صفحات كتاب “التأصيل المعجمي للكلمات العربية والآرامية والعبرية.. من التطور الدلالي إلى القرابة اللفظية”، فرضيات حول المسار الصرفي لبعض الألفاظ العربية، وكيف خضعت للتحول من اللغة الآرامية حتى استقرت في قالب صرفي عربي، ومن هاته المفردات: “بِجاد”، “ابن”، “حلقة”، “ابتسامة”، “وقار”، “قسوة” “حسد”، “قليل”.

وضمن محاور الكتاب الأخرى، يرافق المؤلِّف القارئ في رحلة للتعرف على ألفاظ عبرية، أصلها إما عربي أو آرامي، حسب النظرية المسماة في علم المعنى “تخصيص الدلالة/تضييق المعنى” Narrowing، إذ تم التطرق للتداخلات اللفظية والدلالية للكلمات: “نساء”، “ختان”، “عظم”، “حذق”، “نافلة”، “بشر”، وكذا العلاقة الدلالية لضمائر المِلْكِيَّة في النحو العربي باللفظ العربي “آل”.

وأفرد المؤلِّف أحدَ محاور كتابه لدراسة بعض تجليات القرابة اللفظية بين أدوات الربط النحوية للغات العربية والعبرية والأصل العبري للمصطلحيْن المغربيين “طْبسيل” و”بزبوز”، والأصل الإغريقي للمصطلح الشعبي “كيضار”.

كما تتضمن الصفحات الأخيرة من الكتاب نظريات حول أصل بعض أسماء الأنبياء الوارد ذكرهم في القرآن الكريم، ومن أهمهم: إسحاق ويعقوب ويوسف وموسى وداود ويحيى وذو القرنين.

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

تعليقات