ربيع: العربية لم تنلْ مكانتها بالقرآن وحده وإلا لكانت انقرضت

604

هسبريس – محمد الراجي

على عكس الانطباع السائد لدى كثير من العرب بأنّ اللغة العربية استطاعت الصمود لكونها لغة القرآن، قالَ الكاتبُ والأديب المغربي مبارك ربيع، إنّها لم تنلْ مكانتها بالقرآن وحْده، بلْ لتوفّرها على مقوّمات متينة، بوّأتها المكانة التي تحتلّها.

واعتبرَ ربيع، الذي كانَ يتحدث في الجلسة العلمية الأولى للمؤتمر الوطني للغة العربية، مساء أمس بالرباط، أنَّ “اللغة العربية تبوّأت مكانتها بفضل ما قدّمتْه في مجال المعرفة”، “ولو قلنا إنّ القرآن وحده هو الذي بوّأها هذه المكانة، لما استطاعت الصمود، ولَظلت لغة تعبّدية”، يقول المتحدث.

وأشار ربيع إلى لغات الإنجيل الأولى التي انقرضت، عكس اللغة العربية التي حافظتْ على وجودها بفضل قوّة حضور متْنها في المعرفة والعلوم الاجتماعية، وزاد أنّ “قوّة العربية لو كانت محصورة في الجانب الديني لانقرضت، وصارت لغة الخطابات الرسمية للدولة وخطبة الجمعة”.

ورَبط الأديبُ المغربيّ بيْن قُدرة اللغة العربية على التطوّر ووضع المجتمعات العربية، قائلا: “لا يجبُ أن نتحدث عن قصور العربية وكأننا نتحدث عن شيء مجرّد، بل ينبغي ربطها بمحيطها، فحينَ يرتقي المجتمع ترتقي لغته، وإذا تخلّف تخلّفت اللغة، لأنّ الركيزة الأساسية في جميع المجالات هي العامل البشري”.

واستدلّ ربيع بدول الشرق الأقصى التي استطاعت مجتمعاتها النجاحَ بلغاتها المحلية، بفضل ابتكار المعرفة وإنتاجها العلمي، وفي المقابل -يردف المتحدث- هناك دول إفريقية تخلّتْ عن لغاتها، واتخذت لغاتِ بلدان متقدمة، مثل الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، لكنها لم تتقدم، وتابع: “الإنسان لا يتقدم باللغة وحدها”.

ووافقَ ربيع الرأيَ القائل بوجود أزمة لغوية في المغرب، تتجلّى في “التخبط في التخطيط والخلل في التعلم والتعليم”، داعيا إلى البحث عن طرق لتسهيل تعلّمها، والاختصار والاقتصار في باب النحو والصرف العربي، بدلَ الاكتفاء بالقول إنَّ اللغة العربية قابلة لاستيعاب كافة العلوم، “لأن ذلك لا يقدّم ولا يؤخّر”، يقول المتحدث.

ودعا الأديب المغربي ذاته منظمي المؤتمر الوطني للغة العربية إلى التفكير في خلْق ورشات عملية ترُومُ تطوير اللغة العربية، بدَل الاقتصار على الجلسات العلمية وتبادُل الآراء، معتبرا أنَّ هذه الجلسات، وإن كانت ترسّخ الوعي اللغوي، وتمثّل “إلى حدّ ما”، قوة ضغط على المسؤولين للقيام بما يلزم، “إلا أنّها تبقى نظرية”.

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

تعليقات