أريج تنظم ندوة رقمية حول الفرنكفونية والاستعمار الثقافي
في مواصلة للندوات التي تعقدها وحدة الدراسات التاريخية وعلم الآثار في المعهد العالمي للتجديد العربي، تحت إدارة رئيسها محمد مظفر الأدهمي، نظمت الوحدة بتاريخ 2 نوفمبر 2020 افتراضيا أيضا وعبر تطبيق زووم (Zoom)ندوة رقمية بعنوان “الفرنكفونية واجهة للهيمنة والاستعمار الثقافي”، قدمتها الأستاذة في قسم التاريخ في جامعة الجيلالي في الجزائر أ.د سعاد تيريس، حيث بين الأدهمي خلال افتتاحه للندوة أن الموضوع المتناول يهدف إلى تناول الأساليب الفرنسية في طمس الهوية العربية الجزائرية من خلال المدارس التي أنشأتها باحتلالها للجزائر تحت مسمى المدارس الفرنكو إسلامية، والتي تطورت في العصر الحالي، مستعرضا كيفية تعزيز اللغة العربية وحمايتها في الجزائر حفاظًا على مستقبلها العربي، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة أخذ هذه الظاهرة بعين الاعتبار لأنها تشكل خطرًا على مستقبل عروبة الجزائر ومسيرة التجديد العربي.
وأوضحت مقدمة المحاضرة سعاد تيريس، أن الاستعمار الفرنسي يتبع سياسة تعليمية تسعى إلى تفتيش كل الشعوب تحت سيطرتها وكذلك للدول العربية بما فيها المغرب العربي، مشيرةً إلى أن فرنسا الاستعمارية انطلقت من فكرة التنوير واستخدمت الأراضي من أجل إحداث تنوير وإدخال النور الحضاري لها، مبينة أن المؤسسات التعليمية تخدم إلى حد بعيد اللغة الفرنسية وتسعى للقضاء على اللغة العربية والهوية والشخصية العربية التي وجدتها متجددة في الجزائر ولها العديد من التسميات منها المدارس التشريعية والفونكو إسلامية والمدارس العربية الفرنسية، مؤكدةً أن هناك تلاعب بالمصطلحات حتى يمكنها أن تجلب الأهالي لإدخال أبناءهم لهذه المدارس، حيث سُمح لفرنسا أن تبقى بسياسة الفرنسة لمدة طويلة وتنجح بها في نهاية المطاف.
كما أكدت تيريس، أن الفرانكفونية استطاعت أن تقود حيز كبير في العالم وأن تؤثر في المشهد الثقافي العالمي، وتضم عدد كبير من الدول والمنظمات والهيئات الرسمية، قائلة :”فرنسا ذكية جِدًّا في نشر ثقافتها حتى أنها شاركت الرؤساء في نشر ثقافتها وزعماء من العالم، حتى تحصل على توسع دولي وتسيطر عن طريق لغتها، وتسعى إلى جعل الفرانكفونية منظومة فكرية وثقافية واقتصادية وسياسية لبسط نفوذها في منطقة البحر المتوسط، كما أن الفرنسية هي اللغة الرابعة في الإنترنت فهي بذلك تهاجم اللغة العربية بشكل متخفي”.
أستاذة التاريخ في جامعة تيارت في الجزائر الدكتورة ياقوت كلاخي، عقبت خلال الندوة مؤكدة على أهمية تشريح وضع اللغة العربية في الجزائر لفهم كثير من المصطلحات، حيث أن اللغة الفرنسية في الجزائر تواجه في هيمنتها أمرين، أولاهما الرفض من قبل بعض تيار العروبة في الجزائر وليس بنفس القوة الذي يوجد عليها تيار الفرانكوفوني، والثاني التيار العلماني المهيمن في مواقع حساسة في صناعة القرار، فكان لهم أن يخططوا لمشروع انتشار اللغة الفرنسية.. كما أكدت كلاخي أن اللغة الفرنسية توجد في المدن الساحلية بقوة كونها لغة العائلات الراقية، وأن تاريخ الحقبة الاستعمارية كتب باللغة الفرنسية، قائلة :”هي تبقى لغة لا بد لنا من أن ندرسها كي نتعرف على تاريخنا لا أن نكرسها في الجزائر على حساب اللغة العربية”، وأشارت إلى أن هذه الفكرة وجدت لنفسها مرتكزا ليس فقط في الجزائر بل في المغرب أيضا وتونس، ووجدت لنفسها مَقَرًّا في تونس عكس الجزائر
تعليقات