“ملتقى العربية” يدق ناقوس أزمة “لغة الضاد” أمام “الغزو الثقافي”

551

جريدة لكم بريس

دق المشاركون في الملتقى الشبابي الأول من أجل اللغة العربية ناقوس الخطر بخصوص الأزمات التي تعيشها العربية أمام زحف التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي.

فؤاد بوعلي، رئيس الائتلاف الوطني للغة العربية، أبرز أن دفاع الشباب عن العربية وعن الهوية الوطنية هو دفاع عن مستقبلهم، موضحا أن “ما تعيشه اللغة العربية من أزمات يرتبط بعضها بوضعها اللساني وقدرتها على مواكبة زمن الحداثة والتقنية والعلم، وجزء آخر باسم الحروب المعلنة عليها تحت مسميات مختلفة”.

وأضاف، في الكلمة الافتتاحية للملتقى المنعقد بالرباط حول موضوع “شباب من أجل الهوية والمستقبل”، “اليوم نسعى إلى تدشين مرحلة جديدة في مسار المنافحة عن لغة الضاد، وعن الهوية المغربية، والانتقال من النقاش النخبوي الذي يجرى في صالونات البحث الأكاديمي، من الترافع السياسي إلى النقاش المجتمعي الذي يُشرك في الهم الهوياتي”.

وأوضح أن الائتلاف مقصده تجميع كل أطياف المجتمع المغربي، من كل التيارات والأحزاب السياسية، وإدماج الشباب في الهم الهوياتي، حتى لا يبقى النقاش حول قضاياه نخبويا، مضيفا أن “التمثلات الخاطئة عن اللغة، والاستعمالات الفوضوية مع تطور الآليات الحديثة، وعدم الإحساس بخطورة الانسلاخ عن الهوية الجامعة يكون مخرجه الطبيعي هو الخلل الفكري والثقافي في بناء الذات، وبالتالي نكون أمام حالات مرضية تستعمل كل الوسائل لإثبات ذاتها ولو وصل الأمر إلى العنف والإرهاب”.

فيما أكد إلياس خاتري، رئيس شباب الائتلاف، في كلمة له، على دور المكون الشبابي في صنع القرار اللغوي. وقال إن “عزوف المشاركة الشبابية في الشأن اللغوي هو تحصيل لحملة من العوامل الثقافية والاجتماعية والسياسية والمعرفية”.

وأوضح أن “مساهمة الشباب في النهوض بالسياسة اللغوية يؤثر في صنع القرار، وتحديد مدى توافق هذه القرارات وأسس الهوية اللغوية، إما للدفاع عنها كمكاسب أو للترافع حولها كحد تلغى كل المساومات حياله”، مضيفا أن “الانخراط الشبابي في شؤون اللغة يعد مبدأ من أهم مبادئ الدولة الوطنية الحديثة القائمة على مبدأ المواطنة والهوية والعدالة اللغوية”.

وأجمعت مداخلات ممثلي شبيبات الأحزاب السياسية على الواقع المرير الذي تعيشه اللغة العربية، والذي يعود إلى الغزو الثقافي والثورة التكنولوجية، مبرزين أن “الشباب المغربي لا يقف ضد الانفتاح الثقافي، لكن ضد الاستيلاب الثقافي الذي جعلنا ضعفاء، وغياب الاعتزاز باللغة العربية في وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدام مفردات مستحدثة تسيء إلى اللغة الأم”.

ونبه المتدخلون إلى خطورة إدخال اللغة المستحدثة والمستعملة في وسائل التواصل الاجتماعي والواقع المجتمعي إلى المناهج الدراسية، مبرزين أن “اللغتين الفرنسية والإنجليزية باتتا تسيطران على حياتنا بسبب واقع فرضته العديد من الظروف”.

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

تعليقات