فريد العلي: جدارية لغة الضاد جرس إنذار لمهملي «العربية»

982

لافي الشمري – الجريدة

أنجز الخطاط فريد العلي جدارية «لغة الضاد»، حيث زيَّنت قبل أيام جدران مبنى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

يهدف مدير مركز الكويت للفنون الإسلامية، فريد العلي، إلى غرس القيم النبيلة في نفوس أفراد المجتمع، من خلال أعماله المستوحاة من فنون الخط العربي، فيرسم الحروف بشكل هندسي مدروس ممزوج برؤية فنية جمالية، كما يحرص على تقديم رسالة فنية ضمن العمل.

وفي هذا الإطار، قال إنه يشعر بخطورة إهمال اللغة العربية، لاسيما لدى بعض أفراد الجيل الجديد المهرولين نحو الحداثة، التي لم يدركوا معناها جيدا، “فهم يظنون، واهمين، أن التخلي عن لغتهم الأم ومكتسباتهم الوطنية يدفعهم للمضي في ركب التقدم، ويضاعف من صفات التحضر والتقدم”.

وحول جدارية “لغة الضاد” التي أنجزها قبل أيام، أوضح الخطاط فريد العلي: “قمت بتنفيذ هذا المشروع الفني بحجمه الكبير على جدران المجلس الوطني للثقافة، الواقع في منتصف العاصمة، بارتفاع 31 مترا وبعرض 16 مترا، وربما جاءت هذه الفكرة بسبب البعد الثقافي والفني لهذا الصرح المهم، الذي يُعد منارة للتنوير، وأحد المعالم الثقافية الكبيرة في الكويت”.

النقطة أصل الحرف

وعن فكرة العمل ومحتواه، قال: “النقطة هي أصل كل حرف ونهاية كل عبارة، لذلك اتخذت من حرف الضاد شكل النقطة، ليكتسب من رمزيتها وعمقها، فوضعتها في المنتصف، لتصبح موضوع الجدارية، والعمل يحمل في مضمونه رسالة تنبيه أو جرس إنذار لبعض أفراد المجتمع الذين يهملون اللغة العربية ويجنحون إلى لغات أخرى”.

الخط الكوفي التربيعي

وفيما يتعلق بنوع الخط المستخدم في تنفيذ العمل، بيَّن: “اخترت الخط الكوفي التربيعي في تصميم الجدارية، لتعدد أشكال الحروف، وقابليتها للمد والتركيب، ورأيت من ناحية جمالية أنه الأنسب إلى هذا النوع من الأعمال، واستغرق تصميم العمل حوالي شهرين من حيث التأليف والمجاورة بين الحروف، احتفاء بلغة الضاد”.

وتابع: “حرصت على انتقاء رؤية جميلة في العمل، فحاولت إيصال فكرة للرائي للعمل من أعلى الجدارية، حيث سيجد الحروف كأنها تنزل كالمطر على أرض الشوق، ومن أسفلها سيشاهد بناء مرصوصا، تشد الحروف بعضها، ويخف ذلك تدريجياً إلى أعلى، كأنها تطير فتعانق الأفق”.

الداعمون والرعاة

وتوجه العلي بالشكر لفريق جداريات، المتمثل بالأستاذ سليمان الروضان، على تسهيل مهمة إنجاز هذا الصرح، الذي تحقق بدعم من جهات عدة ساهمت بظهوره إلى النور، وقال: “الأستاذ سليمان الروضان دوره كبير في تنفيذ هذا العمل، وأشكر الجهات الأخرى التي قامت بتسهيل مهمة التنفيذ وتذليل الصعوبات التي واجهتها خلال الفترة الماضية، وهي: المجلس الوطني للثقافة، وبنك الكويت الوطني، وشركة خالد علي الخرافي وإخوانه، وشركة أكرو مصر”.

وثمَّن العلي اهتمام فريق جداريات بتزيين الشوارع والمباني، ما يمنح البلد الكثير من الجمال، وقال: “أشد على يد هذا الفريق، للمضي قدما في هذه الأعمال وتطويرها”.

ملتقى القاهرة للخط العربي

من جانب آخر، قال العلي إنه سيشد الرحال إلى مصر في 9 الجاري، للمشاركة في فعاليات ملتقى القاهرة الدولي للخط العربي في دورته الثالثة، حيث “سيجري تكريم الكويت ضمن هذا المهرجان، الذي ستنطلق فعالياته من 10 إلى 24 الجاري، ممثلة بمركز الكويت للفنون الإسلامية، الذي أديره”.

يُشار إلى أن المركز الكويت للفنون الإسلامية تأسس عام 2005، ويحرص على تنظيم العديد من المعارض والملتقيات في الكويت وخارجها، للتعريف بفن الخط العربي وتطبيقاته المختلفة، ونشر الوعي بالفنون الإسلامية بين مختلف شرائح المجتمع، لاسيما شريحة الأطفال والناشئة، من خلال تنظيم ورش خاصة يشرف عليها فنانون من الكويت وخارجها.

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

تعليقات