“جواسيس” فرنسيون يتدربون على اللغة العربية
المدن – عرب وعالم
تحظى اللغتان العربية والروسية بالصدارة في دروس لغات أجنبية يخضع لها عناصر من الاستخبارات الفرنسية في “مركز التدريب المشترك على الاستخبارات” في ستراسبورغ، حيث يخضعون لتدريبات لغوية وثقافية بهدف “مكافحة الإرهاب” وخوض “حروب المستقبل”.
وبحسب تقرير نشرته وكالة “فرانس برس”، الأحد، فإن عشرات من الطلاب في الثياب العسكرية يتلقون دروساً مكثفة خلال 24 شهراً “قبل أن ينصرفوا إلى العمل الميداني” في مكان ما في الشرق الأوسط أو منطقة الساحل “وفقاً لعمليات الجيش الفرنسي، للتنصت على العدو واختراق معلوماته”. وتندرج في مهامهم المستقبلية، فك الرسائل المرمّزة أثناء الاتصالات والمساعدة في تحديد مواقع الأهداف وإحباط الكمائن والتحذير من اعتداءات.
ونقل التقرير عن إحدى المتدربات، تُدعى كاترين، قولها إن “ما يحتاج إليه المقاتل هو أن يتعلم بوتيرة سريعة لغة عمل جديدة، العربية أو الروسية في غضون 24 شهراً، والصينية في 36 شهراً. ويتدرب آخرون على مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي”. ويتعلم المتدربون التعامل مع “دفق المعلومات” لإحصاء عناوين آخر المعلومات التي يمكن الإطلاع عليها عبر الانترنت حسب المواضيع.
ويتكوّن برنامج التدريب من 6 ساعات يومياً، حيث يكتشف هؤلاء الطلاب قواعد اللغة ومختلف اللهجات، ثم يذهبون لتعلم اللغة في استونيا أو مصر أو طاجيكستان.
وهذه المدرسة العسكرية الفعلية التي تضطلع بدور ريادي في مكافحة الارهاب، تدرب عددا متزايدا من العملاء “الجواسيس”، إذ يقول قائد المركز “الكولونيل ايمانويل،”، إن “الاستعلام هو الاستباق حتى يتاح لك الوقت لاحراز خطوة متقدمة على القوى المعادية”، فيما أشار المايجور آلان، الذي تعلّم العربية إبان حرب الخليج عام 1991، إلى أن مسألة التنصت شهدت تطوراً عميقاً خاصة بسبب الأقمار الصناعية، ويقول “من قبل، كان كل شيء أسهل. كنا نرى جيوشاً ونتابع تحركات القوات. ومن خلال 400 أو 500 كلمة، كنا نقوم بعملنا على ما يرام. واليوم، نضرب هذا الرقم بعشرة”.
وشدد رئيس المركز على منع الهويات المزورة والاشخاص الافتراضيين والممارسات الأخرى غير القانونية في الاستخبارات العسكرية، فيما قال المسؤول الثاني في المركز “الليوتنانت-كولونيل جيل”: “لسنا مصنعاً لإعداد نسخ من جيمس بوند، وليس هناك أستون مارتن امام الباب”.
وأضاف “على شبكات التواصل الاجتماعي، إذا كان الشخص ثرثاراً في فرنسا، فسيكون كذلك في سوريا أيضاً”. وقال مبتسماً “حتى الروس المعروفون بصرامتهم على صعيد المعلومات، يروون وقائع من حياتهم على شبكات التواصل الاجتماعي”.
ويدرّب المركز “جواسيس فرنسا الجدد” على أنه بمجرد التقاط المعلومة، ينبغي تعلم تفسيرها وتوليفها واستخدامها لأغراض عسكرية. وللتدرب على ذلك، يعمل المتدربون على حالات حقيقية غالباً ما تكون مصنفة سرية.
وأوجز رئيس المركز الوضع قائلاً “بالإضافة إلى الوسائل العسكرية المحضة، يتوافر كثير من المعلومات الضرورية في المصادر المتاحة. وتكمن المهارة في الاستفادة من هذه المعلومة مباشرة”.
تعليقات