ندوة دولية تدعو إلى تعزيز “لغة الضاد” في برامج التعليم والإعلام
قال عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو”، إن كثيرا من الدول غير الناطقة باللغة العربية تعترف بشكل متزايد بمكانتها المتميّـزة “التي باتت تتبوأها بين لغات العالم”، مشيرا إلى أن اعتراف المجتمع الدولي بهذا الواقع، “صارت إحدى اللغات العالمية الست التي تستخدمها الأمم المتحدة والوكالات والمنظمات التابعة لها”.
التويجري، الذي كان متحدثا في افتتاح ندوة دولية حول “تعليم اللغة العربية للأطفال الناطقين بغيرها : الواقع وآفاق المستقبل” التي انطلقت اليوم الجمعة بالرباط، شدد على أهمية “لغة الضاد” في الحفاظ على الهويّات الثقافية المتنوّعة “من مخاطر الاستلاب والذوبان في خضمّ العولمة الجارف”، على أنّ التنوّع اللّسانيّ يبقى عاملا رئيسا في “تعزيز الحوار والتقارب والتفاهم بين الأمم والشعوب”.
ويرى المدير العام لـ”الإسيسكو” أن نشر اللغة العربية بين شعوب العالم باختلاف ثقافاتِها ولغاتِها وأديانِها “يهدف بالأساس إلى التعريف من خلالها بالقيم الإسلامية الأصيلة”، وفق تعبيره، فيما أورد أن أولى الخطوات التي تبقى كفيلة بالنهوض باللغة العربية تهم”الانطلاق من مرحلة الطفولة المبكرة، من رياض الأطفال وإلى الأقسام التحضيرية للمرحلة الابتدائية”.
الموعد الذي نظمته الإيسيسكو بتعاون مع الرابطة العالمية لمؤسسات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، كشف خلاله التويجري توجيه دعوات متكررة إلى المسؤولين والخبراء والمعنيين بالشأن التربوي وبانعكاساته التنموية في الدول الأعضاء، بغرض “إيلاء المزيد من الاهتمام في التشريعاتِ والسياسات الوطنية وفي منظومات التربية والتعليم والإدارة وفي الصناعات الثقافية ومؤسسات البحث العلمي وأجهزة الإعلام والاتصال، باللغة العربية”.
وعرف افتتاح الندوة الدولية توقيع مذكرة تفاهم بين الإيسيسكو والرابطة العالمية لمؤسسات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ترمي إلى التعاون المشترك في تنفيذ وتمويل المشاريع والبرامج والأنشطة في المجالات التربوية المتعلقة بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، خاصة في مجالات تأليف المقررات والمناهج.
كما تهدف الوثيقة ذاتها إلى تأهيل الأطر التربوية وتدريبها، ودعم إنشاء المراكز التربوية والمعاهد التعليمية في المجال، وتأسيس الكراسي العلمية والبحثية في المؤسسات الجامعية، ودعم البحوث والدراسات في المجال، وتخصيص الجوائز التقديرية للأفراد والمؤسسات، وتقديم المنح الدراسية للطلاب والباحثين، بجانب “التوعية بدور اللغة العربية في التواصل الثقافي والحضاري”.
وعرف الموعد الافتتاحي توزيع درع ووسام تثمين الجهود في تعزيز تعليم اللغة العربية، بين التويجري، وعبد الله العبيد، رئيس الرابطة العالمية لمؤسسات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، فيما يعرف الموعد مشاركة أكاديميين وخبراء في تعليم اللغة العربية ينتمون لمؤسسات إقليمية ودولية متخصصة وجمعيات من المجتمع المدني من مختلف البلدان الأعضاء في الإسيسكو.
تعليقات