مبادرات لدعم اللغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعي
عقود مضت تدهورت خلالها اللغة العربية بشكل ملحوظ، لم يشفع أي تغيير في المناهج الدراسية في إنقاذها مما تعاني منه؛ حيث أصابها خلل واضح أضرّها، غير أنّ هناك بعض المحبين للغة حملوا على عاتقهم الارتقاء بها، وتعليم العامة وجمهور مواقع التواصل الاجتماعي القواعد السليمة، بعدما رأوا التأثير القوي والسريع في عقول المصريين.
وفي تعبير عمّا يعاني منه الشباب المصري وتأخّر اللغة العربية السليمة، فإنه وفقًا لما أكده تقرير منتدى الاقتصاد العالمي على مستوى ١٤٠ دولة في العالم، تحتل مصر المركز قبل الأخير في التصنيف العالمي لجودة التعليم لمؤشر التنافسية السنوي لعامي ٢٠١٥ و٢٠١٦.
مبادرات عِدة وصفحات كثيرة حملت الدفاع عن اللغة العربية التي يتحدث بها نحو نصف مليار مواطن في أنحاء العالم، محتلة المركز الرابع من حيث عدد المواطنين المتحدثين باللغة بنسبة قاربت على الـ٧٪، “بوابة العين” تمر على أبرز تلك الصفحات..
اكتب صح
حمل حسام مصطفى إبراهيم، المصحّح اللغوي الشاب، على عاتقه الارتقاء باللغة العربية، عن طريق رصد الأخطاء التي تقع فيها الجرائد اليومية والمواقع الإلكترونية، إلى أن وصل به الحال أحيانًا إلى تصوير اللافتات المنتشرة في شتى شوارع القاهرة وتعديل ما فيها من أخطاء، ونشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” التي تحمل اسم المبادرة.
بعد أن تطوّر الأمر وأصبح له متابعون شتى، قرّر إبراهيم عمل موقع إلكتروني يحمل اسم المبادرة لتطوير الفكرة وانتشارها بشكل أكبر، وهو ما دفعه إلى شراء كاميرا احترافية ادّخر سعرها على مدار الفترة الماضية لتصوير حلقات يتحدث فيها عن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الجميع، وكيفية الكتابة العربية السليمة.
نحو وصرف
قبل 3 أعوام تقريبًا وبالتحديد في عام ٢٠١٥، انطلقت مبادرة نحو وصرف على يد أحد المصححين اللغويين المصريين يدعى محمود عبد الرازق، سعيًا لتطوير مستوى المتابعين للغة العربية بعد أن وجد تدهورًا شديدًا في طريقة كتابة المصريين وجهلهم بأبسط قواعد النحو والصرف العربي.
كما يسعى صاحب المبادرة لإنتاج عدد من الفيديوهات خلال الفترة المقبلة، لتعليم قواعد النحو والصرف، ولمحاولة توضيح أبرز الأخطاء التي يقع فيها العامة، لاتخاذ حذرهم بعدم الوقوع فيها ثانية، بخلاف كتابه الشهير الذي بيع منه ما يقرب من ٤ طبعات الذي يحمل اسم “الأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية”.
صحح لغتك
استمر المصحح اللغوي محمود سلام طيلة سنوات ماضية يرى الأخطاء اللغوية في كل شيء يقابله، وهو ما أزعجه بشدة، ليضطر إلى إطلاق مبادرة سعى خلالها لتغيير مفهوم العامة تجاه اللغة العربية، وتعليمهم بأبسط قواعدها، وهي “صحح لغتك”.
من بين الأزمات التي يراها صاحب المبادرة أنها ساعدت بشكل كبير على انتشار الأخطاء، هي البعد عن اللغة العربية الفصحى، فالعامية يحدث لها تغيير مع الوقت، بجانب تغيّر اللهجات بين المحافظة والأخرى، بل إنّ هناك محافظات تحتوي على عدد كبير من اللهجات، في الوقت الذي تعد جميع اللغات سماعية في المقام الأول، إلّا اللغة العربية، التي بدأ يستصعبها الطلاب، ولا يستهوون أي دراسات بالعربية، وبيتعدون دومًا عن دروس النحو والصرف، ويرونها لا تناسبهم ويصعب عليهم فهمها.
ذاكر لي عربي
بجانب تلك الصفحات كان هناك عدد كبير من البرامج التي يتم بثها على “اليوتيوب” لتعليم الشباب والصغار، أساسيات اللغة العربية، وكيفية النطق السليم، والكتابة دون الوقوع في الأخطاء، من بين تلك الفيديوهات “ذاكر لي عربي”.
يؤكد محسن المحمدي، خبير المناهج التعليمية لـ”بوابة العين”، أنّ هناك تدنيا كارثيا في مستوى اللغة العربية، يعود إلى المناهج التي تعتمدها وزارة التعليم المصرية من حيث الحشو فقط، والتي تبعد كامل البعد عن التميز والوصول بعقل الطفل إلى حب لغته العربية.
وتابع المحمدي، أنّ وزارة التربية والتعليم لا بد أن تحمل على عاتقها الارتقاء باللغة، فهؤلاء هم أول المتلقّين لقواعد اللغة العربية، ولكن لأن المعلمين أنفسهم مستواهم لا يرتقي لتدريسها، فستظل المنظومة العربية في تراجع تام، حتى تعاد هيكلتها
تعليقات