فؤاد بوعلي: النهوض بالعربية لا يتم بـ”الخطابة” بل بـ”المبادرة”
أحمد الحري – جديد بريس
قال رئيس “الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية” وعالم اللسانيات المغربي، فؤاد بوعلي، إن النهوض باللغة العربية، وجعلها لغة التواصل والإدارة والبحث العلمي، لا يكون بالخطابات السياسية والشعارات، بل باتخاذ مبادرات عملية “ذاتية وجماعية”.
جاء قول “بوعلي” تعليقا على أطروحتين جامعيتين أُنجِزتا باللغة العربية أخيرا، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”.
واحتضنت رحاب كلية العلوم والتقنيات بجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، الأسبوع الأخير من يناير 2017، مناقشة أطروحتين لنيل الدكتوراه في علم الحيوان باللغة العربية، في إطار وحدة البحث والتكوين “تاريخ العلوم عند العرب والأفكار العلمية” المعتمدة بالجامعة.
وتوقفت الأطروحتان عند مصطلحات “علم الحيوان” عند العرب من خلال مؤلفات “الأصمعي”، ومصطلحات “خلق الإنسان” من خلال “المخصص” لـ”ابن سيده”.
ووصف الدكتور “فؤاد بوعلي”، الذي شارك في مناقشة الأطروحتين العلميتين، إنجاز أطروحات جامعية علمية باللغة العربية، وليس بلغة “موليير” أو “شكسبير”، بـ”الحدث التاريخي”، مضيفا أن «النهوض بالعربية ليس مسألة سياسية أو مدنية فحسب، بل هي قبل كل ذلك قضية إرادات ومبادرات ذاتية وجماعية».
ولفت عالم اللسانيات المغربي، أن ثروة اللغة العربية من المصطلحات العلمية “لها خصوصية الماضي والحاضر”، مبرزا أن «مفرداتها كانت وعاءً لمصطلحات مختلف العلوم، ابتدع أبناؤها من علومها ما كان فريداً في زمانه، ومن فلسفتها ما كشف عن مرونة اشتقاقاتها وطاقاتها على التعريب والتفاعل مع اللغات الأخرى».
وأضاف “بوعلي”، الذي يشغل نائب رئيس الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب، “أثبتت البحوث المشار إليها دقة العربية في التعبير وقدرتها على وصف الحالات المختلفة وإمكانيات متعددة للتداول تغنينا عن مشاكل التعريب والترجمة الحرفية».
وشدد “بوعلي” على أن هذه المبادرة تثبت إلى حد كبير أن النهوض باللغة العربية لا يتم بكثرة الخطابات و«ترديد الشعارات عن قيمتها وقدراتها اللا محدودة، بل بمشاريع علمية حقيقية تستطيع نقل لغة الضاد من سجون الوجدان والخطب الرنانة إلى ميدان المختبر والتحليل التقني».
وأشاد رئيس “الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية” بمبادرة “وحدة البحث” في جامعة عبد المالك السعدي بطنجة، «باعتبارها مدخل البداية إلى سيادة اللغة العربية على كل قطاعات المجتمع، أي في التعليم بسائر مراحله وتخصصاته وفي مراكز البحث العلمي الإنسانية والدقيقة».
يشار، كذلك، إلى أن الباحث عدنان العلوي الإسماعيلي أعد أطروحة لنيل الدكتوراه في الطب باللغة العربية، تحت عنوان: “الطب المجتمعي والصحة العمومية”، يوم الثلاثاء 31 يناير 2017، بكلية الطب والصيدلة بالرباط.
تعليقات