تعلم اللغة العربية
أروى نور أردوغان – طالبة
مرحبًا! أنا أروى نور أردوغان. اليوم سأحكي لكم عن رحلتي مع تعلم اللغة العربية. هناك قول تركي مأثور يقول: “من يتعلم لغتين، يصبح كشخصين”. عندما كنت في الثانوية درست العلوم الدينية، كالفقه والشريعة، كان أستاتذتي أتراك، وكانوا يعرفون قواعد اللغة العربية جيدًا، ولكنهم لم يكونوا يجيدون التحدث باللغة العربية، ولذلك لم أكن سعيدة.
في، البداية تعرفت على العرب من خلال ثقافتهم وشِعرهم، كنتُ مثابرة ومجتهدة للغاية، ولكن لم يكن عندي أصدقاء عرب ليساعدوني. ذات يوم حصلت على منحة لتعلم اللغة العربية، وكانت هذه المرة الأولى التي تعلمت فيها اللغة العربية بشكل حقيقي، كان أستاذي مصري، وتعلمت منه كل شيء، بارك الله فيه.
كان مكان الدرس بعيدًا عن بيتي، ولكنني مع ذلك لم استسلم أبدًا. ذهبت إلى الأردن في نفس السنة التي بدأت فيها دورس اللغة العربية، كانت أول تجربة لي خارج تركيا في حياتي، لم أكن أعرف أحدًا هناك، وقضيت شهر رمضان هناك. لم يكن الناس يتحدثون الفصحى، وكانت أول كلمة عامية أتعلمها “شو بدك مني 🙂 “.
في القدس تعرفتُ على محمود درويش، وفي اسطنبول تعرفت على نزار قباني، وفي معرض كتاب اسطنبول للكتاب العربي، رأيت ثلاثية غرناطة.
أحببت الأردن جدًا، وألِفتُ الناس هناك، ولكني أريد أن أقول إن أجواء رمضان في تركيا أجمل؛ لأن الأردن هادئة جدًا. ولديّ ذكرى أخرى وهي زيارتي للقدس، عندما دخلنا إسرائيل أنا وأصدقائي، عاملنا الإسرائيليين في منتهى السوء، انتظرنا في المطار سبع ساعات، وفي النهاية وصلنا إلى القدس. كانت المرة الأولي في حياتي التي أتأثر فيها إلى هذا الحد. كان أول ما دعوتُ الله به في صلاتي في القدس:” اللهم أكتب لي زيارة القدس مرة أخرى”.
وبالفعل، كتب الله لي زيارة القدس ثلاث مرات. وهناك تعرفت على اللهجة الفلسطينية، وبعدما عدت إلى تركيا شعرت وكأنني كبرت سنة من عمري. والآن أريد أن أتكلم عن برنامج خواطر لأحمد الشقيري، تعلمتُ أشياءً كثيرة من هذا البرنامج. بارك الله فيه لتقديمه مثل هذا البرنامج الجميل.
وبعد ذلك، بدأتُ أشاهد أفلام ومسلسلات عربية. تعرفتُ أكثر على الأدب العربي؛ ففي القدس تعرفت على محمود درويش، وفي اسطنبول تعرفتُ على نزار قباني، وفي معرض كتاب اسطنبول للكتاب العربي، رأيت ثلاثية غرناطة، ومن خلالها تعرفت على الكاتبة رضوى عاشور.
إن اللغة العربية بحر واسع، أضيع فيه. أحب اللغة العربية أكثر من الشعر والقصة الذين كتبتهم. فإنّ عاشق الأدب يحب أدب أي بلد، تعبت كثيرًا، ولكنني في النهاية تعلمت اللغة العربية رغم كل شيء.
أنا أدرس الآن في كلية الشريعة، وحُلمي هو الذهاب إلى قطر، وإصدار مجلة للأدب العربي والتركي. أتطلَّعُ إلى أن أصبح مُترجمة جيدة. نصيحتي لكم هي: لا تيأسوا من تعلمكم للغة، ستنجحون ذات يوم، فعندما تتعلمون لغة ما، ستتعلمون أيضًا ثقافتها.
هذا أول مقال لي أكتبه بالعربية، سأكتب مقالات أخرى قريبًا. في رعاية الله، مع السلامة 🙂
تعليقات