بيان الائتلاف بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

1٬799

ونحن نخلد اليوم العالمي للغة العربية، نستحضر بفخر المدى الرحب الذي وصلت إليه لغة الضاد، إنْ في البلدان الأوربية والأمريكية، أو في أقصى شرق آسيا،  أو في إفريقيا، حيث تضاعف الاهتمام بها على المستويات التعليمية والأكاديمية والفكرية، وصارت هذه اللغة من بين المفاتيح المهمة للولوج إلى المجتمعات العربية وثقافاتها وأسواقها الاقتصادية والسياحية… وبذلك، لم يعد الحديث بها مقتصرا على أبنائها، بل تجاوزهم إلى الناطقين بلغات أخرى.

كما نُثَمِّنُ  قيمة الإنتاجات الأدبية والنقدية والفكرية المنشورة باللغة العربية، والتي تشهد تناميا ملحوظا على المستويين العربي والأجنبي. وما يثلج الصدر أيضا، اهتمام العديد من الغيورين بإنجاز أبحاث ودراسات أكاديمية رصينة وذات قيمة علمية عالية باللغة العربية في تخصصات دقيقة بما فيها العلوم الطبية والحاسوبية وغيرها… علاوة على تنظيم مسابقات تتنافس فيها ناشئة البلدان العربية لإبراز مهاراتها في اكتساب هذه اللغة والتحدث بها ومطالعة الكتب المنجزة باللسان العربي.

يضاف إلى ذلك، أن لغة الضاد اكتسحت مبكّرا الفضاء التكنولوجي، وصارت إحدى الأدوات الرئيسة في استعمالات الإنترنت المتعددة، ولا أدلّ على ذلك من مرتبتها في التداول، وتعدد الموسوعات والمواقع الإلكترونية ومنصات البحث وهلم جرا.

في مقابل هذه الإشراقات المميّزة والمتواصلة التي يعود الفضل فيها إلى أفراد وهيئات مدنية ومؤسسات أكاديمية، يلاحظ في الحالة المغربية تقصير رسمي في الاهتمام باللغة العربية، بل والتراجع عن المكتسبات التي حققتها طيلة عقود الاستقلال وبناء الدولة الوطنية كما وقع في قطاع التعليم ويقع في الإدارة والإعلام والفضاء العام، رغم التنصيص الدستوري على مكانتها المتميزة.   كما استمرت الحملات  المغرضة المنظمة في الهجوم على لغة الضاد إعلاميا وأكاديميا وسياسيا دون حماية سياسية أو قانونية من قبل الدولة.

لذلك، فإننا في “الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية“، إذ نحتفل باليوم العالمي للغة العربية، على غرار العديد من الهيئات والمؤسسات والمراكز في مختلف بقاع المعمور، ندق ناقوس الخطر إزاء ما يتهدد لغة الضاد في المغرب من محاولات الهدم وطمس الهوية، مثمنين في الوقت نفسه كل المبادرات الخلاقة التي تقف صامدة في وجه كل المناوئين، بأسلوب حضاري راق.

كما نصر على مواجهة كل  التحديات التي تمس مكانة العربية في المجتمع المغربي داعين المهتمين والخبراء، إلى الاصطفاف من أجل النهوض بلغة الضاد  في انسجام تام مع الثوابت الوطنية والقوانين  المعمول بها، من أجل الرقي  بالمغرب المتعدد والموحد المعتز بلغته الرسمية وتعدده الثقافي.

وكل عام ولغتنا العربية بخير

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

تعليقات