بلكبير: لا وجود لـ”دَارِجَة واحدة” في المملكة .. وأنصارها “جاهلون”

442

هسبريس- الشيخ اليوسي (صور: منير امحيمدات)

وجّه الباحث عبد الصمد بلكبير انتقادات لاذعة إلى أنصار الدارجة بالمغرب وإلى المعجم الجديد لنور الدين عيوش، متهما إياه بـ”خدمة أجندات أجنبية”؛ وذلك خلال ندوة نظمها مركز هسبريس للدراسات والإعلام، مساء اليوم الخميس بالرباط.

وشدد بلكبير على أن من يقف خلف هذا المعجم من المغاربة تصرفوا كأجانب وبمرجعية أجنبية، موضحا أن ظاهرة تعميم الدارجة بدأت مع الأندلس، وكانت الكنيسة هي التي لعبت هذا الدور، حينما كانت هناك حملة تطهيرية لساكنة الأندلس، وعندما اضطروا للمحافظة على الموريسكيين وظفوا الرهبان.

وفي الوقت الذي يؤكد فيه مؤلفو معجم الدارجة أن هذا العمل يبقى علميا، أوضح الباحث المغربي أنه حتى وإن كان علميا فإن له وظيفة سياسية وإيديولوجية. كما أن عملية التدريج كانت أيضا قبيل الإرادة الاستعمارية، من خلال استغلال المستشرقين الذين كان من بين أهم مداخلهم دراسة اللغة وتعجيمها، وهذا ما حدث أيضا عند دخول الاستعمار الفرنسي إلى الجزائر، حيث عمل على تطهير واغتيال الشعب الجزائري.

وأكد المتحدث ذاته أنه لا يمكن الفصل بين الأهداف السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، مشددا على أنه لا وجود لدراجة مغربية واحدة، وإنما هناك دارجات. ومن ثم، فحينما يكون معجم للدارجة، فيجب أن تكون هناك معاجم كثيرة، “وعندما يكون قاموس واحد فإن الهدف هو توحيد اللغة والدارجة”.

وفي السياق ذاته، تابع بلكبير بالقول إن الدارجة لا تثبت وإنما تسهم في تأسيس الفصحى، إذ توجد دارجة للنساء والشباب والكهول ولهجات لا تفهمها إلا مجموعات شبه مغلقة، موضحا أن معنى الدارجة لا يثبت أبدا.

وفيما اعتبر أن العبرة تكون بالمقاصد، شدد بلكبير على أن أصحاب المعجم يشتغلون وفق إستراتيجية أكبر منهم، “ففرنسا في أزمة وتحاول أن تحمي مستقبلها وتخصص للثقافة واللغة ميزانية أكبر من الدفاع. كما أن ما نلاحظه هو إعادة لاستعمار جديد”، على حد تعبيره.

واتهم المتحدث ذاته الداعين إلى الدارجة بـ”الجهل”، معتبرا أن ما هو حاصل لا علاقة له بما كان من فصل بين اللغات اللاتينية وبين اللغات الأخرى، بالنظر إلى أن الفصحى هي لغة طارئة وليست لغة قريش أو لغة القرآن، مضيفا أن اللغة المكتوبة تبقى لغة للدولة والإدارة، فيما توجد لغة أخرى للعلاقات الحميمية والاجتماعية وغيرها، كما يمكن أن تكون متقاربة حسب سياق الإصلاحات.

وبالحديث عن الإصلاحات، أوضح عبد الصمد بلكبير أن المغرب عرف عرقلة للإصلاحات من لدن الاستعمار الأجنبي، مستشهدا في ذلك بما جرى في قضية اختيار أعضاء مجلس اللغات وكذا لجنة تحضير الدستور، فيما يبقى المقصود من خطوة الدارجة هو فصل المغرب عن الجزائر وتونس.

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

تعليقات