الأشعري : المناهج التعليمة تعد في الظلام وتخدم اللوبيات الفرونكوفونية

772

هاجر الريسوني ـ جريدة أخبار اليوم 

انضم محمد الأشعري وزير الثقافة الأسبق  إلى صف منتقدي المناهج الدراسية والمشرفين عليها، حيث قال إن “هناك شبح اسمه مقررو المناهج الدراسية المغربية، حيث أن” هذه المناهج يتم إعدادها في الخفاء والظلام دون استشارة المعنيين بالأمر”، مضيفا أن “إعدادها  يجب أن يخرج من الأروقة المظلمة ليصبح نقاشا عموميا”، ففي جميع البلدان يدبر هذا الأمر بشكل شفاف إلا في المغرب يمر بشكل سري” يقول الأشعري.

واعتبر الأشعري الذي كان يتحدث مساء أول أمس خلال ندوة بعنوان “اللغة العربية والإبداع” ضمن أسبوع اللغة العربية الذي ينظمه الائتلاف من أجل اللغة العربية، انه لفهم ما تتعرض له اللغة العربية، ” يجب فهم أولا كيف يتم تدبير الوضع اللغوي”، موضحا أن هذا الحقل يستحضر فيه “الصراع السياسي والاقتصادي الموجود في المغرب، فالمصالح الاقتصادية ليست مصالح بريئة واستمرار العجز التجاري بين المغرب وفرنسا لصالح فرنسا دليل على هيمنتها على كل المجالات والثقافة هي مدخلها” على حد قوله.

“الدعوة إلى التدريس بالعامية من طرف جهات معينة تدعي الدفاع عن “الدارجة”، تؤكد حسب وزير الثقافة الأسبق أن ما عرج إليه بخصوص الاستعمار الثقافي الفرنسي صحيح، مشيرا إلى أن هذه الحملة “ليس لها أي مبرر على الإطلاق إلا كونها مدفوعة الأجر من قبل اللوبيات لتبقى اللغة العربية في الظل والهامش”.

وزاد الأشعري أن “من يطالب بإلغاء العربية من مجال التدريس وإحلال العامية محلها، يطالب ببتر المغاربة من  رباط مهم ليس مع اللغة فقط، ولكن رباط مع التاريخ المشترك والآفاق المشتركة”، مردفا أن “العربية التي تربطني بالمصري واللبناني والفلسطيني ليست عربية عرقية ولكن عربية تشكل خيالا ووجدانا مشتركا “، مشددا على أن “الخزان الحقيقي للغة ينطلق من النهوض باللغة العربية من خلال توسيع تداولها من مدخل الأدب”.

هذا ودافع الأشعري عن حصيلته الحكومية إبان كان مسؤولا عن قطاع الثقافة (حكومتي اليوسفي وجطو)، حيث اعتبر أن ما تحقق خلال تلك الفترة من الإنجازات التي تبقى “متواضعة” كانت تحارب من مراكز الضغط ولا ينظر إليها بعين الرضا، مشيرا إلى أنه حاول تركيز الجهود  على الأدب المغربي عبر إطلاق دعم الكتاب، ونشر الأعمال الكاملة، إلا أنه -حسب القيادي اليساري- نجاح هذه المشاريع كان مرهونا بسياسة تعليمية واضحة وهو ما لم يكن متوفرا آنذاك.

وبخصوص تعثر خروج أكاديمية محمد السادس للغة العربية إلى الوجود التي تم إقرارها حين كان مسؤولا عن القطاع، قال الأشعري إنه لا يشعر بخسارة كبيرة بهذا الخصوص، حيث أوضح أن الأكاديميات التي تبقى سجينة اللغة لا تقدم الكثير للعربية”، مشيرا إلى انه “يتمنى أن تخرج هذه المؤسسة للوجود غير انه لا ينتظر منها المعجزات”  يردف الأشعري.

فضلا عن هذا اعتبر الروائي المغربي أنه لا مجال لتوسيع العربية وتوسيع تداولها إذا لم ندخل إلى هذا الأمر من مدخل الأدب، ضاربا المثل بالإنجليزية، حيث قال إن لغة شكسبير قوية لأن وراءها قوة اقتصادية وعلمية ومعرفية وإعلامية، ولكن كل هذا ليس هو الذي يجعل منها وجدانا مشتركا لدى كثير من الناس ولكنه الأدب هو الذي أعطاها القدرة على تداول خيال مشترك وجمال وذاكرة مشتركة بين الناس.

وفي هذا السياق قال الأشعري إن المجهود الأقوى في سياسة الدفاع عن الفرنسية بالمغرب يأتي عبر الأدب والثقافة، حيث إن الميزانية المعاهد الفرنسية بالمغرب أكبر بكثير من ميزانية وزارة الثقافة المغربية، مشيرا إلى أن  “هناك سياسة نشر لدى الفرنسيين بالمغرب عن طريق تشجيع النشر المشترك أو الترجمة وعبر جائزة الأطلس المخصصة للأدب الفرنسي، وكذا عبر دعم المنتوج المغربي الفرنسي”، وهي -حسب هذا الأخير – سياسة وراءها مصالح  اقتصادية وسياسية تربط فرنسا بالمغرب.

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

تعليقات