أول مصحف بالخط الديواني خطوة لبنانية غير مسبوقة
جريدة العرب
خطاط لبناني أنهى نسخ أول مصحف بالخط الديواني في خطوة يعتقد أنها الأولى في لبنان، وأنه لم يسبقه إليها أحد في العالم العربي، مشيرا إلى أنه بعد عمل دام سنة ونصف السنة، فرغ من كتابة المصحف وأخذ إجازة رمضانية.
تجربة فريدة
بيروت – يعتبر الخطاط اللبناني محمود بعيون أن أبرز إنجازاته بعد رحلة نصف قرن في عالم الخطوط، هو إكماله قبل أيام كتابة المصحف الشريف بالخط الديواني، وهو ما استغرق عاما ونصف العام، ليصبح على حد قوله، “أول مصحف ينسخ في لبنان بالخط الديواني”.
وأضاف بعيون (81 عاما) “تأثرت جدا بالمدرسة التركية، التي تتميز بخط الثلث (خط عربي ظهر لأول مرة في القرن الرابع الهجري ويكتب بقلم بسُمْك ثلث قطر القلم)، وهو من أروع فنون التخطيط، إلى جانب الخط الديواني، الذي أخذه الأتراك من خط الرقعة، وأضافوا إليه لمسات جمالية تركية، وأبدعوا فيه، وقد سميّ بالديواني نسبة إلى الدواوين والقصور التي كان يكتب فيها”.
وتابع خط الرقعة هو خط عربي حديث ابتكره العثمانيون، يتّسم بسهولة قراءته وسرعة كتابته وبعده عن التعقيد، وهو معروف بحروفه القصيرة المتقطعة المستقيمة وانحناءات بسيطة أغلبها يكون شبه مستقيم.
واسترجع بعيون، الذي يمارس فنه في مقر له بالعاصمة بيروت، ذكرياته مع الخطاط التركي حسن جلبي، الذي تعرّف عليه عام 2005 خلال مشاركتهما في معرض عن الخطوط بإيران، وأصبحا صديقين مقربين، قائلا “أنا معجب جدا بأسلوب الجلبي خاصة، وبالأسلوب التركي عامة، ولا سيما أن الخطين الثلث والديواني من أكثر الخطوط انتشارا في العالم العربي، لكن تركيا تميّزت بهذين الخطين على طريقتها”.
وأشار إلى أنّ أكثر الخطوط انتشارا في العالم العربي هو النسخي، الذي ينتشر جدا في السعودية وسوريا.
وقال عن ولعه بفن الخط “خلال السفريات كنت أقصد الخطاطين في العالم للتعلّم منهم والاطلاع على طريقتهم في رسم الخط، وبعد ذلك دخلت مجال المعارض، وشاركت في العديد منها بلبنان والعالم، وأول إنجاز مهم في حياتي كان رسم شعار شركة الشرق الأوسط للطيران اللبنانية عام 1951، وبعدها بعامين رسمت الشعار الجديد للشركة”.
وأضاف بعيون “بعد إنجازات متعددة قررت قبل 17 عاما، وبعد عودتي من أداء فريضة الحج، كتابة المصحف الشريف، وبدأت بسورة ياسين، كنوع من التجربة، فوجدت نفسي قادرا على المتابعة، وأكملت مهمتي حتى الانتهاء منه كلّيا عام 2001”.
وأوضح نوع الخط الذي استخدمه “استخدمت الخط النسخي الذي يجمع بين الرصانة والبساطة لكثرة استعماله في نسخ الكتب ونقلها وقد كتبت به المصاحف منذ العصور الإسلامية الأولى، ويمتاز بإيضاح الحروف وإظهار جمالها وروعتها”.
وتابع “وفي غضون ثلاث سنوات انتهيت منه، وأعدت الكرة مرة أخرى، وكتبت المصحف بالخط النسخي، لكن هذه المرة كانت بتكبير الحرف وتوسيعه وجعل الصفحة الواحدة تحتوي على 15 سطرا فقط، وقد أخذ سنتين من الوقت لإنجازه، ثم كتبت مصحفا بالألوان”.
وقال إنه ربما يكون اللبناني الأول الذي خط المصحف الشريف، حيث قرر قبل سنتين تحدّي ذاته والتميز بخطوة جديدة لم يسبقه إليها أحد في العالم العربي، فقرر كتابة المصحف بالخط الديواني، وهي كما يقول إنها سابقة في هذا المجال.
وأفاد بعيون أن تجربته “بدأت مع السّور القصيرة، فوجدت نفسي قادرا على المتابعة، وخلال سنة ونصف السنة، أكملت مهمتي قبل أيام، والآن أنا في إجازة رمضانية”.
تعليقات