اختتمت مساء يوم الأحد 19 فبراير 2017 الدورة الثالثة والعشرون للمعرض الدولي للنشر والكتاب الذي تنظمه وزارة الثقافة بتعاون مع مكتب معارض الدار البيضاء تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. وقد افتتحت فعالياته يوم 09 فبراير 2017 بالحضور الفعلي لصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وتم الاحتفاء طيلة أحد عشر يوما بالكِتاب والمعرفة والإبداع.
تميزت هذه الدورة بحضور الدول الإحدى عشرة المشكلة للمجموعة الاقتصادية لوسط إفريقيا، كضيف شرف وهي إفريقيا الوسطى وأنغولا وبوروندي وتشاد ورواندا وساوتومي وبرنسيب والغابون وغينيا الاستوائية والكاميرون والكونغو والكونغو الديمقراطية. وقد مثلتها وفود رسمية وازنة ضمت وزراء ومسؤولين رفيعي المستوى في الدول المذكورة، بالإضافة إلى وفد ثقافي ومهني ضم 20 كاتبا و33 ناشرا. وفضلا عن البرنامج الثقافي المخصَّص لضيوف الشرف والعرض الوثائقي، حرصت وزارة الثقافة على تنظيم لقاء رفيع المستوى حول “الصناعات الثقافية والتنمية بإفريقيا”، شارك فيه وزراء الثقافة لبلدان هذه المجموعة الاقتصادية، إلى جانب مجموعة من الوزراء وعدد من كبار مسؤولي المؤسسات العمومية والخاصة المغاربة.
وفي إطار الأدوار التنموية للمعرض الدولي للنشر والكتاب، اغتنمت وزارة الثقافة فرصة تواجد مهنيي الكتاب لترتيب لقاءات مهنية بين الناشرين المغاربة وناشري الدول الإفريقية المذكورة، من أجل عقد شراكات تفتح أمام قطاع النشر بالمغرب وبدول المجموعة فرصا ذات بعد دبلوماسيي ثقافي، وكذا استثماري، مثلما هيأت الشروط التنظيمية التي أثمرت اختيار ناشري دول المجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا، الإعلان من قلب مدينة الدار البيضاء عن تأسيس “رابطة ناشري دول وسط إفريقيا”.
وكحصيلة لهذه التظاهرة الدولية الهامة، عرفت الدورة 23 للمعرض الدولي للنشر والكتاب مشاركة 702 عارضا، يمثلون في مجموعهم 54 بلدا، منهم 353 عارضا مباشرا، 183 منهم مغاربة، و 33 منهم يمثلون ضيف الشرف، فيما شارك 349 بصفة غير مباشرة، بما يؤشر على استمرار هذا المعرض في الحفاظ على جاذبيته بين معارض الكتاب الدولية.
وقد شهد فضاء العرض، الممتد على مساحة تزيد على 9000م2 ، تقديم رصيد وثائقي فاق 120.000 عنوانا، تم نشر 50% منه خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وتوزعت هذه الإصدارات حسب اللغات كالآتي: 66% باللغة العربية و30% بالفرنسية و3% بالإنجليزية و1% بلغات أخرى. وقد غطت العناوين المعروضة مختلف الحقول المعرفية، حيث مثل منها حقل الأدب نسبة 24%، يليه حقل العلوم الاجتماعية بنسبة 16%، وكتاب الطفل بنسبة 17%، والكتاب الديني بنسبة 8%، وكتب العلوم البحتة والتطبيقية بنسبة 7%، وكتب الفلسفة بنسبة 6% ، وكتب اللغات بنسبة 6%، فيما توزعت بقية الرصيد على كتب الاقتصاد والفنون والتاريخ والجغرافيا.
وقد حرصت وزارة الثقافة وشركاؤها بكل صرامة على أن يعكس الرصيد الوثائقي المعروض قيم التعايش والانفتاح التي تميز المغرب، مستبعدة كل إصدار يحرض على الكراهية والعنف أو العنصرية أو يمس بثوابت المملكة المغربية.
كما شهدت الدورة على مدى عشرة أيام تنظيم برنامج ثقافي ساهمت فيه وزارة الثقافة وعدد من المؤسسات ودور النشر والجمعيات والمراكز الثقافية الأجنبية. وقد عرف هذا البرنامج 690 نشاطا، توزع على 284 ندوة ولقاء و353 توقيعا و53 فقرة شهدها فضاء الطفل برواق وزارة الثقافة.
نظمت هذه الأنشطة في أروقة المؤسسات والدور المشاركة، إلى جانب الفضاءات التي خصصتها وزارة الثقافة لبرنامجها الثقافي، وهي ثلاثة فضاءات حملت أسماء لها دلالات مرتبطة بسياقات الرسالة الثقافية التي رفعتها هذه الدورة، حيث حملت القاعة الكبرى اسم إفريقيا، بمناسبة استضافة المجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا كضيف شرف، وحملت القاعة الثانية اسم الراحل إدمون عمران المليح بمناسبة احتفاء المعرض بمرور مائة سنة على ميلاده، فيما حملت القاعة الثالثة اسم الرحالة المغربي ابن بطوطة، بمناسبة احتضان الدورة لفعاليات تسليم جائزة ابن بطوطة للرحلة بشراكة مع مركز ارتياد الآفاق.
وقد كان المعرض مناسبة لترسيخ دور وزارة الثقافة في دعم مجهودات جمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال إشاعة سلوك القراءة في صفوف الأطفال والفتيان، وذلك عبر إتاحة فضاء في رواق الوزارة، وكذا احتضان فعاليات الدورة الثالثة لجوائز القراءة التي تنظمها شبكة القراءة بالمغرب.
وعلى مستوى البعد المهني لمجال الكتاب والنشر، نظمت الوزارة بشراكة مع المركز المغربي لإنعاش الصادرات (مغرب تصدير) الدورة الثانية لفعاليات منصة الحقوق والتي شارك فيها ناشرون ومهنيون ينتمون إلى 14 دولة من مختلف دول العالم، وهي ألمانيا ومصر وإيطاليا وفلسطين وتونس وتركيا والصين والكاميرون والغابون ورواندا والكونغو والكونغو الديمقراطية والتشاد، بالإضافة إلى المغرب.
كحصيلة عامة، كسبت الدورة 23 للمعرض الدولي للنشر والكتاب رهانها الثقافي والترويجي من خلال استقطاب 345.830 زائرا مما يؤكد أهميةوجاذبية هذا المحفل الدولي لدى المثقفين والمهنيين المغاربة والأجانب، ومعهم جمهور عريض من مختلف الفئات والأعمار.
المصدر: موقع وزارة الثقافة