تجسيدًا لالتزام مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بتعزيز التعايش السلمي وتدبير التنوع الهوياتي في العالم الاسلامي، نظَّم جناح المجلس بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالعاصمة المغربية الرباط، ندوةً بعنوان “السلم الهوياتي في عالم المسلمين: مفاهيم وآليات”، وذلك بمشاركة كل من د. يحيى رمضان، أستاذ التعليم العالي وباحث مهتم بالقراءة ومناهج تحليل الخطاب، رئيس مركز رقي للدراسات والأبحاث، و د. فؤاد علي، الأستاذ والباحث المهتم بقضايا السلم في عالم المسلمين.
وفي بداية الندوة وجَّه د. يحيى رمضان الشكر لمجلس حكماء المسلمين والجهود التي يبذلها من أجل تعزيز السلم ونشر قيم الحوار والتسامح والتعايش الإنساني، مشيرًا إلى أن فهم السلم وتدبيره يتطلب الأخذ بعين الاعتبار السياق العالمي الذي يتواجد فيه المسلمون، مؤكدًا ضرورة التعامل مع تدبير السلم الهوياتي في العالم العربي من منظورات مختلفة والحاجة إلى نظرة أعمق لفهمه.
وأضاف رئيس مركز رقي للدراسات والأبحاث أن العالم المعاصر يتميز بالتنوع الثقافي والهوياتي، وأن الهجرات أدت إلى تعايش المجموعات الثقافية جنبًا إلى جنب، مما أدى إلى بروز الخطاب الهوياتي، وفهمه بشكل غير كافٍ أحيانًا، مشيرًا إلى “ما تطرحه التعددية من تحديات تتعلق بتنظيم هذا التنوع، وأن الهدف المرجو هو بناء مجتمع تسوده قيم السلم والعيش المشترك، مؤكدًا أهمية تدبير مسألة الهوية بشكل مثمر وتحويلها من آلية للتوتر والانقسام إلى آلية للتعايش السلمي”.
من جانبه ، أكَّد د. فؤاد علي، الأستاذ والباحث المهتم بقضايا السلم في عالم المسلمين، أن السلم الهوياتي قضية الزمن الراهن وقضية الساعة، موضحًا ضمن هذا الإطار “أن النقاش الهوياتي ليس مجرد نقاش عابر للزمن، بل هو قضية مستدامة ومستقبلية”.
وأوضح الباحث المهتم بقضايا السلم الهوياتي في عالم المسلمين، أن “تدبير السلم الهوياتي” ليس مشروعًا نظريًّا فحسب، بل هو مشروع إجرائي يهدف لتحقيق السلم بين البشر، مقدمًا مجموعة من الحلول المقترحة لتجاوز أزمة الهوية، من بينها: الاعتراف بالأقليات وتطبيق سياسات التعددية والترويج للحوار البناء والتعلم المتبادل بين المجتمعات المختلفة، مشيرًا أيضًا إلى ضرورة تحقيق التضامن الاجتماعي والعدالة الاجتماعية كأساس لتحقيق السلم الهوياتي.
وينظم جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض النشر والكتاب الدولي المقام بالعاصمة المغربية الرباط ٢٠٢٣ عددًا من الندوات والفعاليات الثقافية التي تتناول عددًا من القضايا والموضوعات الفكرية والثقافية والمجتمعية، انطلاقًا من رسالة المجلس برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، الهادفة إلى تعزيز السِّلم في المجتمعات المسلمة وغير المسلمة.