يحتفي مركز عناية للتنمية و الأعمال الاجتماعية بالذكرى العاشرة لتأسيسه. عشر سنوات من العمل أرساها رفقة شركائه من أجل الإعلاء من شأن القيمة جمالا و ثقافة و عدلا، مساهمة منه في المشروع الكبير لكي يكون الإنسان سيد الحياة، و لكي تستحق المدينة اسمها، بأن تكون مجالا للشراكة الشغوفة بالإبداع و التقاسم العادل، لكي يستوطن الحب فضاءاتها و يطرد الحقد، و يصبح كل سلوك إنساني فيها مشروعا كونيا من أجل السلام.
مركز عناية الذي يخلد هذه الذكرى، تأسيسا لنَفَس جديد من أجل المستقبل، ظل منذ تأسيسه مؤمنا بأن التنمية التي لا تستهدف جوهر الإنسان، ثقافته و روحه التواقة للجمال، لن تستحق أبدا اسم التنمية الشاملة. لذلك أبحر بإصرار و استماتة في مختلف روافد استنهاض القوى الذي تدفع هذه الروح نحو المزيد من السمو و الرقي، متجاوزا العتبات إلى التوغل في الأسئلة الحارقة المحرضة على المزيد من التفكير و العمل، من أجل المشروع الكبير، و هو الإنسان بحواسه و ذوقه و إيمانه الأصيل بالحياة و بفضيلة التقاسم.
والمركز على بوابة عشرية جديدة يدخلها بكل إصرار مراهنا على المزيد من التفاعل المنتج مع محيطه القريب و الكوني، سيجدد انطلاقته على قاعدة ما حققه في العشرية السابقة و ما راكمه فيها من فعل ذوب لم ينل من عزيمته شح الإمكانيات، بغاية تعميق خدمة الهدف الأسمى المتمثل في تحرير الطاقات و التحام الكفاءات لتعزيز شعلة الأمل، و تخصيبها بنور الإبداع، إذ لا مستقبل لأمة خبا وهج الإبداع فيها. لذلك لم يتردد في الاستثمار في الصداقات التي لاحدود لها، لخلق حلف يتردد صداه في شفافية الزمن، في القريب و البعيد، هو حلف المعرفة التي من دونها يسود الظلام، و الجمال الذي من دونه تسود قيم الانحطاط و الارتكاس.
وسيحيي مركز عناية الذكرى العاشرة لتأسيسه، مساء الثلاثين من دجنبر 2018، على عتبة استقبال سنة جديدة مليئة بالحب و الخير و الأمل، في حفل يعلو فيه صوت الفرح، مطلقا تقليدا سنويا جديدا، هو إعلان شخصية السنة، تكريما للعطاء و التفاني في خدمة الإنسان، و القيم العليا التي من دونها يتدهور الشرط الإنساني، و اعترافا مستحقا بالمجهود الذي يُبذل بنزاهة و صدق في سبيل الرقي و النهوض، و مواجهة أي نكوص أو ارتداد يسعى بأن يعيد الإنسان و المجتمع إلى مجاهل عصر الظلام و البؤس.
ولهذا الغرض فقد التأمت لجنة استشارية تتكون من كفاءات من مختلف المشارب، بقصد البث في اللائحة المقترحة التي تضم فعاليات أكاديمية و ثقافية إبداعية و مقاولاتية و رياضية و جمعوية، ممن بصموا بأثرهم النبيل.
وتضم الهيأة الاستشارية كل من المفكر عبد الصمد الكباص، و الإعلامي عبد الرحمن عمار، و الباحث و الخبير أحمد الجابري، و الفنان و المستثمر ركن الدين جعفر، و الشاعر للا مليكة العلوي، و الخبير القضائي محمد بوشحة، و الفنان التشكيلي رشيد زيزي، و الفاعل الجمعوي حسن كوجوط، و رئيس مركز عناية الدكتور مصطفى غلمان.
وسيعلن عن نتيجة مداولات اللجنة باختيار شخصية السنة، في الحفل الذي سيشارك في إحيائه مبدعون و فنانون و موسيقيون من الطراز الرفيع، بحضور شخصيات مرموقة من عوالم السياسة و الأدب و الفن و الرياضة، و ذلك مشاركة منهم في هذا المشروع الذي يعلوه صوت المحبة و الجمال و الأمل.
الكتابة العامة
المجلس التنفيذي لمركز عناية بمراكش
اللجنة التنظيمية لمبادرة شخصية السنة 2018