تابعت بإمعان وانعام نظر برنامج مشارف لليلة الأربعاء 31 يناير 2018، على غير العادة، رغم اني كثيرا ما أفعل كلما صادف البرنامج مغالبتي للنوم والظرف خاصة مع التأخير الكبير في العرض بالمقارنة مع التوقيت المعلن عنه.
تابعت لأن الضيف أخ ورفيق فعل ثقافي وازن نؤثث له جميعا في الحمراء بصبر ومحبة بعد أن أرسى هو، الكثير من دعائمه منذ سنوات خلت.
تابعت لأني اعرف جيدا بعد تجربة ثقافية عميقة، أن الوجه الآخر للمثقف الحقيقي سينجلي أكثر، عندما يجيب عن أسئلة شاعر وإعلامي آخر :عدنان ياسين ..
تابعت مصطفى غلمان ب “مشارف”، وانا اسأل نفسي:
أي القبعات سيعتمر؟ الشاعر؟ الإعلامي؟ الجمعوي؟ السياسي؟ أم سيكون غلمان الإنسان ويسقط أقنعة الصمت والاعتقال و فوهات الوطن؟
الغموض والرمزية في لغة الشعر المنبثق من تجربة مريرة في ثمانينيات القرن الماضي..
التجريب الشعري المتطاول على القوالب الشعرية الكلاسيكية مع أيت وارهام والزباير،
البحث عن الذات عبر مكنون لغوي غني غريب خاضع لسلطة القلب والتحوير والرسم متحا من الأسطورة و التراث العالمي، تلك كانت المدارات التي جال بها الشاعر مصطفى غلمان دون مواربة أو تردد للكشف عن عمق التجربة وقابليتها للتجاوز في نفس الآن ..
تجاوز اللغة الغريبة إلى اللغة الثالثة المتأرجحة بين الفصيح والدارج.
تجاوز مخاطب مفترض عالم بأسرار اللغة، أو مفروض عليه أن يكون كذلك صعودا إلى مخاطب بسيط يتوقع لا من غلمان الشاعر وإنما غلمان الإعلامي المغازل للميكروفون أن يبلغ عن كل ما لم يكشف عنه الشعر لغموضه عبر أثير موصل واصف للواقع وراءه بلغة دارجة عربية تحافظ على ابعاد الخطاب الثلاث :مخاطِب يعي جسامة مسؤوليته الفكرية والأدبية والإعلامية عبر خطاب بهوية عربية لغوية تابثة من أجل مخاطَب متعدد ينحو اتجاه البساطة والرمزية في نفس الوقت.
وبين الإعلامي والشاعر تجربة جديدة عبر التنسيقية الجهوية من أجل اللغة العربية بمراكش… ظل العربية الجهوي بمدى الائتلاف الوطني… إطار مؤازرا لبلورة هذه الرؤى الباذخة لإنسان بصيغة المتعدد :مصطفى غلمان.
مراكش 1/2/2018
فاطمة الزهراء اشهيبة