عزيز هيلالي، الكاتب العام جمعية إدريس بن المامون لفن الملحون بسلا، قال عن هذا المشروع الذي طرحته جمعيته ضمن فعاليات الدورة الخامسة للأيام الوطنية لنزهة الملحون الذي تحتضنها مدينة القراصنة إلى غاية الأحد المقبل، إن: “هذا مشروع كبير، يطرح لأول مرة؛ لكن رفعنا التحدي من أجل إعطاء فن الملحون إشعاعاً دولياً، وإرسال أشعاره إلى العالم العربي”.
وأضاف هيلالي، في تصريح لهسبريس، إن “طريقنا شاق يحتاج إلى تضامن وتأطير في هذا المجال، سيشارك فيه الجمعيات المهتمة مع وزارة الثقافة والاتصال”.
وعلى الرغم من أنه يشكل إرثا فنيا ثقافيا، فإن “فن الملحون عرف تقهقهاً في السنوات الأخيرة، لارتباطه بطبقة اجتماعية تتكون من حرفيين ورجال أميين، وظل فنّ الضعفاء، وبالتالي لم تعط له أي قيمة”، يسترسل المتحدث ذاته الذي أوضح أن كُتّاب قصائد الملحون عبروا عما عاشوه من مشاكل ببساطة تجذب المستمع، وتطربه بقوة الكلمة ومدلولها.
وأبرز الكاتب العام جمعية إدريس بن المامون لفن الملحون بسلا أن الهدف من تنظيم هذه الأيام الوطنية هو إعطاء نهضة وانطلاقة جديدة لفن الملحون، وإعادة رونقه ونفض الغبار عن أشعاره المتعددة، واستقطاب الشباب للاهتمام به، إلى جانب نفض الغبار عن مدينة سلا التي لعبت دورا كبيرا في الحركة الوطنية، عبر إبراز هذا الموروث الثقافي اللامادي، والعمل إلى الانتقال به من “لقْصَارة” التي لم تغادر البيوت، إلى إحياء أمسيات بالشارع العام.
واسترسل هيلالي بأن “هذه الدورة ستقدم رؤيا جديدة لهذا الإرث الفني، قد تلقى معارضة من لدن البعض، تهم تقديم سهرة لفن الملحون بلمسة شبابية تجمع شباب دارسين للموسيقى بالمعاهد العليا، وآخرين يمزجون هذا الفن بموسيقى عالمية، وذلك من أجل تقريبه للشباب و الحفاظ على هذا الموروث الفني المغربي”.
وفي السياق ذاته، نظّمت ندوة فكرية، لتسليط الضوء على مسار الأديب والإعلامي عبد الله شقرون، الذي يحمل اسم هذه الدورة، لما تمثله هذه الشخصية من امتداد أدبي ورصيد تجمع بين التأليف والإبداع والإخراج المسرحي، وإصدار كتاب عن فن الملحون في مدينة سلا.