طالبة تركية تحكي تجربتها في تعلم اللغة العربية في تركيا ثم في الأردن وفلسطين.
أَنَا أَرْوَى نُور، سَأَحْكِي لَكُمْ عَنْ رِحْلَتِي مَعَ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ. هُنَاكَ مَثَلٌ تُرْكِيٌّ يَقُولُ: “مَنْ يَتَعَلَّمْ لُغَتَيْنِ يُصْبِحْ كَشَخْصَيْنِ”. عِنْدَمَا كُنْتُ فِي الثَّانَوِيَّةِ دَرَسْتُ الْعُلُومَ الدِّينِيَّةَ كَالْفِقْهِ، وَكَانَتْ دُرُوسُ الْعَرَبِيَّةِ تُرَكِّزُ عَلَى الْقَوَاعِدِ، وَمَا كُنْتُ أَسْتَطِيعُ الْكَلَامَ وَلِذَلِكَ مَا كُنْتُ سَعِيدَةً.
ذَاتَ يَوْمٍ حَصَلْتُ عَلَى مِنْحَةٍ لِتَعَلٌّمِ الْعَرَبِيَّةِ، وَكَانَتْ هَذِهِ الْمَرَّةَ الْأُولَى الَّتِي أَتَعَلَّمُ فِيهَا الْعَرَبِيَّةَ بِشَكْلٍ حَقِيقِيٍّ، كَانَ أُسْتَاذِي مِصْرِيًّا، وَتَعَلَّمَتُ مِنْهُ كُلَّ شَيْءٍ.
ذَهَبَتُ إِلَى الْأُرْدُنِ فِي السَّنَةِ نَفْسِهَا الَّتِي بَدَأَتُ فِيهَا دُرُوسَ الْعَرَبِيَّةِ، كَانَتْ أَوَّلَ تَجْرِبَةٍ لِي خَارِجَ تُرْكِيَا، لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ أَحَدًا هُنَاكَ، وَقَضَيْتُ هُنَاكَ شَهْرَ رَمَضَانَ.
وَلَدَيَّ ذِكْرَى أُخْرَى وَهِيَ زِيَارَتِي لِلْقُدْسِ، عِنْدَمَا دَخَلْنَا الْأَرَاضِيَ الْمُحْتَلَّةَ أَنَا وَأَصْدِقَائِي عَامَلَنَا الْإِسْرَائِيلِيُّونَ بِمُنْتَهَى السُّوءِ… كَانَ أَوَّلُ مَا دَعَوْتُ اللَّهَ بِهِ فِي الْقُدْسِ: “اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي زِيَارَةَ الْقُدْسِ مَرَّةً أُخْرَى”. وَبِالْفِعْلِ كَتَبَ اللَّهُ لِي زِيَارَةَ الْقُدْسِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
وَبَعْدَ ذَلِكَ، بَدَأَتُ أُشَاهِدُ أَفْلَامًا وَمُسَلْسَلَاتٍ عَرَبِيَّةً، وتَعَرَّفْتُ أَكْثَرَ عَلَى الْأَدَبِ الْعَرَبِيّ؛ فَفِي الْقُدْسِ تَعَرَّفْتُ عَلَى “مَحْمُود دَرْوِيش”، وَفِي إِسْطَنْبُولَ تَعَرَّفَتُ عَلَى “نِزَار قَبَّانِيّ”، وَرَأَيْتُ رِوَايَةَ “ثُلَاثِيَّة غِرْنَاطَة” وَتَعَرَّفْتُ عَلَى “رَضْوَى عَاشُورِ”.
أَنَا أَدْرُسُ الْآنَ فِي كُلِّيَّةِ الشَّرِيعَةِ، وَحُلْمِي هُوَ الذَّهَابُ إِلَى قَطَر، وَإِصْدَارُ مَجَلَّةٍ لِلْأَدَبِ الْعَرَبِيِّ وَالتُّرْكِيِّ، أَتَطَلَّعُ إِلَى أَنْ أُصْبِحَ مُتَرْجِمَةً جَيِّدَةً.
المصدر: الجزيرة