حميش: دعوة التدريس بالعامية المغربية باطلة تسيء إلى العربية

وصفَ بنسالم حميش، الأديب ووزير الثقافة السابق، الدعوة التي أطلقها نور الدين عيوش باعتماد العامّية المغربية لغة للتدريس بـ”الدعوى الباطلة”.

وتحدّى حميش، في ندوة نظمها مركز هسبريس للدراسات والإعلام، أصحابَ هذا الطرح إلى القيام بتجربة عمليّة؛ لكنّه أكد أنها لن تنجح أبدا.

“أقولُ لهم خُذوا عيّنة وجربوا فيها ما تقولون، فإنْ صلُح فنعْم؛ ولكن كونوا متيقنين مائة في المائة أن التجربة لن تصلُح أبدا”، يؤكد الأستاذ الجامعي ووزير الثقافة السابق، الذي عَزا ذلك إلى أنَّ الدارجة تكون رائعة إذا استُعملت في الشفويات، ولكن حينَ تُستعمل في المكتوب لا تؤدّي دورها.

واستدلَّ المتحدث ذاته بتجربة المستفيدين من برامج محاربة الأميّة، الذي قالَ إنهم يستطيعون قراءة نصوص باللغة العربية الفصيحة الوُسطى، أيْ غير المعقدّة؛ ولكنْ يصعبُ عليهم قراءة نصوص مكتوبة بالدارجة.

وانتقد وزير الثقافة السابق دُعاة اعتماد الدارجة المغربية لغة للتدريس، والذين اتهمهم بـ”الإساءة إلى العربية الفصيحة”، بقوله “هؤلاء سيذهبُ كلامهم سُدى، ونحنُ ننزّه العامّية المغربية الاتي نعتزّ بها وبغناها وتعدّدها عن أفعالهم”.

من جهة أخرى، دعا حميش، حين حديثه عن كتابه “العرب والإسلام في مرايا الاستشراق”، إلى عدم حشر المستشرقين في خانة واحدة، قائلا: “لا يلزم أن نعلّب الاستشراق في علبة واحدة؛ فهناك مستشرقون جدّدوا المنهجيات ووسائل البحث وحتى المفاهيم، وصار الغرب ينظر من خلال أعمالهم إلى الشرق على قاعدة الندية والاعتراف.

وانتقد المفكر المغربي بعض المثقفين العرب الذين “يُلقون باللائمة على المستشرقين ويشيْطنونهم”، مضيفا: “هذا لا ينفع العلم في شيء، والخطر هو أن نتحدث عن هؤلاء المستشرقين بالجملة وكأنهم ينتمون إلى مدرسة واحدة”.

واعتبر المتحدث أنَّ الاستشراق فيه أصناف وأنواع؛ “فهناك الاستشراق الذي ربط كتاباته بالاستعمار، وأكثر المستشرقين المنتمين إلى هذا المضمار ينيرون الميادين المرشحة للاستعمار معرفيا، وكانت علاقتهم بالسياسة وثيقة، وهناك آخرون لا يشتغلون إلا بالعلم والتراث”.

وبعد مرحلة الاستقلالات السياسية، يردف حميش، عرف الاستشراق تجديدا على أيدي مجموعة من الباحثين الكبار، الذين أعطوْه وظائفَ جديدة، وهي المعرفة والتواصل الثقافي والفكري.

وبخصوص الكتابة الروائية، قالَ صاحب “مجنون الحُكم” إنّ “الرواية إذا أُخذت بعيْن الجد تستلزم العناء والجد، والتمكن من قواعد السرد واللغة والحكي، ومعرفة المجتمع”، مضيفا “الرواية ليست لعبة صبيان”.

التعليقات (0)
إضافة تعليق