على مدخل العيادة، التي زارها طاقم هسبريس، يبدو للزائر منظر غير معتاد في باقي العيادات، إذ تظهر قاعتان طبيتان كتب عليهما اسمان لعالمين مسلمين، هما ابن عبدوس، وهو طبيب عربي مشهور بأبو منصور الطبيب، عاش في القرن العاشر ميلادي في العراق، والعالم الأندلسي الزهراوي، الذي يوصف بأعظم الجراحين في العالم الإسلامي قبل تسعة قرون.
تقول الدكتورة حسناء، وهي أول طالبة مغربية تخرجت من جامعة أردنية عام 1996، قبل أن تنال دكتوراه طب الأسنان بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن اختيار علمين عربيين لتسمية قاعتيها جاء باعتبارهما “من العلماء المسلمين المعروفين باختراعاتهم وجهودهم في مجال العلوم والطب”، مضيفة: “قبل مدة زار أخي مشفى كبيرا في الدار البيضاء، فصدم لأنه وجد قاعات كتبت عليها أسماء أعلام غربيين بالفرنسة، فقال لي: حبذا يا حسناء لو تبنين مشفى كبيرا وتضعين عليه أسماء علمائنا، فأجبته: لا عليك، سأعيد ترتيب عيادتي وأفعل ذلك”.
وتورد حسناء الكتاني، في لقاءها مع هسبريس، أن شروعها في كتابة الوصفات الطبية باللغة العربية وتخصيص صفحة ثقافية على موقع للتواصل الاجتماعي خاصة بتقديم المعلومات الطبية بلغة “الضاد”، يأتي للاعتزاز باللغة العربية، مضيفة: “درسنا الطب في الجامعة الأردنية بالعربية وأوصانا الأساتذة والدكاترة بكتابة الوصفات الطبية بها، لأنها اللغة التي يفهمها المجتمع، وهي قبل ذلك لغتنا الأصلية..المريض يحب أن يفهم طبيعة مرضه باللغة التي يفهمها”.
الدكتورة المغربية الشابة، التي قالت إنها تعد أول طالبة مغربية تعد أطروحة نيل الدكتوراه باللغة العربية في تخصص طب الأسنان، عادت إلى سنوات صباها لتحكي سبب تعلقها بميدان طب الأسنان قائلة: “كنت في السن السابعة إذ أصيب والدي بألم شديد في ضرسه، فقلت: ليتني كنت طبيبة أسنان لأعالجه، فقررت أن أكون كذلك، رغم الصعوبات التي واجهتها حين تواجدي بالأردن، مثل أزمة حرب الخليج.. تركت بلدي وعدت إليه بالهدف الذي وضعته”.
وهي تناقش مبادرتها في كتابة الوصفات الطبية وتحويل عيادتها إلى “عيادة عربية”، تقول الدكتورة حسناء الشريف الكتاني، وهي عضو المجلس الوطني للائتلاف الوطني من أجل الدفاع عن اللغة العربية: “أحب أن تلقى فكرتي انتشارا واسعا، رغم أني لست الوحيدة في هذا المجال، إذ سبقني في المبادرة أطباء وطبيبات مغاربة في عدد من المدن”؛ فيما ختمت حديثها قائلة: “أتمنى أن تلتقي هذه الأفكار الإيجابية التي ينفذها أصدقاء وصديقات في مهنة الطب من أجل مبادرة مشتركة”.