يُعد تأثير اللغة العربية في اللغة الإسبانية أحد السمات التاريخية المُكونة للثقافة واللغة الإسبانية حيث استوطن المسلمين من عرب وبربر شبه الجزيرة الأيبيرية لمدة ناهزت الثمانية قرون، وأثرت لغتها تأثيرًا كبيرًا بلغات تلك البلاد، إذ تحتوي اللغة الإسبانية على الكثير من الكلمات ذات الأصل العربي.[1] تصل إلى حوالي ربع مُفرداتها.[ِ 1] يُمكن القول أن انتشار المُصطلحات العربية إلى اليوم داخل اللغة الإسبانية دليل على عمق التأثير العربي والإسلامي الذي تركته الحضارة الإسلامية الأندلسية في شبه الجزيرة الإيبيرية.[2]
كان التأثير العربي في اللغة الإسبانية ملحوظًا، ولا سيما على المستوى المُعجمي، ويرجع ذلك إلى بقاء العرب لفترات طويلة بين عامي 711 و1609، حتى تاريخ طرد الموريسكيين من إسبانيا. ويُلاحظ تاثر المناطق الناطقة بالعربية في كل من جنوب وشرق الأندلس، أو ما يُعرف اليوم بأندلوسيا، حيث تأسيس إمارة قرطبة، المتبُوعة الدولة الأموية في الأندلس وملوك الطوائف.[3]
يثبت الباحثون اللغويون الإسبان أن تأثر اللغة الإسبانية باللغة العربية عميق جدًا، وهذا يعُود إلى انتشار اللغة العربية الواسع في الأندلس وبعض المقاطعات الإسبانية على مدى 781 سنة من الزمن إبان العصر الإسلامي الذي بدأ مع فتح الأندلس سنة 92هـ الموافقة لسنة 711م، واستمر حتى بعد سقوطها سنة 897هـ الموافقة لسنة 1492م. ويشهد التاريخ أن المسلمين أسسوا حضارة عظيمة في شبه الجزيرة الإيبيرية تجلت في انتشار العلوم والفن والعمران كما في الزراعة والصناعة والهندسة المعمارية إبان تلك القرون التالية، مما جعل الأندلس آنذاك مُزدهرة ومركز إشعاع في أوروبا كلها ومحجة لكل طالبي العلم.[4]
كانت المُحصلة إنتاج الكثير من أسماء الأماكن والأسماء وأسماء الأعلام والأفعال، إلا أن الأخيرة تُعد قليلة جدًا في الوقت الحالي، حيث تُقدر تقريبًا بسبعة أفعال أو أقل قليلًا، وبعض الصفات والظروف، وحرف الجر حتى؛ والذي يعكس بدوره ذلك التأثير الكبير والهام، إلا أنه في الوقت نفسه، لم يُغير كثيرًا في البنية الرومانسية للغة.[5][6]
المصدر ويكيبديا