صدر مؤلف أدبي جديد للشاعر والأديب مراد بيال، الأسبوع الفارط في مصر، بعد صدور نفس المؤلف بالجزائر، بعد تحيينه وإضافة مجموعة قصائد جديدة، وحمل عنوان ”ظل الغزال”، وهو ثمرة مجهود جديد للأديب الفرنكو جزائري الذي رغم كونه مقيما بفرنسا، إلا أنه فضل لغة الضاد والرومانسية التي تميز قصائده الغزلية وبلسان عربي.
بيال الذي أحب الجزائر واللغة العربية، كونه من أم جزائرية وأقام في الجزائر مدة 25 سنة كاملة، أكد تمسكه بلغة الضاد وحبه للغة العربية التي لا تعد لغته الأم، وحسب الكاتب الذي كان لـ«المساء” لقاء معه، فإنه من مواليد الجزائر، وبالضبط ولاية غليزان، من والد فرنسي مجاهد في الثورة التحريرية، ويحمل الجنسية الجزائرية، وأم جزائرية، حيث قضى الشاعر بيال مراد 25 سنة من عمره في الجزائر، التي تعلم فيها اللغة العربية وتشبع بتقاليد الجزائريين وشهامتهم، وتعرف على معاني الحب والعائلة وكل المفاهيم الراقية للشعب الجزائري، إذ يقول ”قضيت سنوات في الجزائر ودرست اللغة العربية التي تعلقت بها، لأنني أعتبرها لغتي الأم، رغم أصولي الفرنسية، بالإضافة لأنها لغة شاعرية بالنسبة لي، وإقامتي بفرنسا لم تمنعني من الكتابة باللغة العربية، لأنها جذوري”، ليتحول مراد بيال إلى العيش في فرنسا وينشئ عائلة.
عن شغفه وحبه للغة العربية وتوجهه للكاتبة في الغزل، الذي يعد أسمى أنواع الأدب الرومانسي، من خلال قصائده الشعرية، أكد بيال ”كنت أكتب منذ صغري وأعشق الشعر، وأول كتاب قرأته هو كتاب الشعر الجاهلي للأديب الكبير طه حسين، وحبي للشعر جعلني أكتب في هذا النوع وأجد نفسي فيه” وأضاف ”أغلب قصائدي في الغزل، وفي المواضيع الاجتماعية والوطنية، وقصائدي خلاصة تجربتي في الحياة، ووجهة نظري للأمور من خلال هذه التجربة، كما أهدف من خلال كتابتي إلى كسر بعض الطابوهات وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة، التي لا زالت تعشعش في المجتمعات العربية، خاصة ما تعلق بالمرأة ومرتبتها في المجتمع ونظرة الرجل لها، كما أوضحت، فأنا من أصول أوروبية، وقد شاهدت والدي يساعد أمي كثيرا في أشغال البيت، فترسخ في ذاكرتي ووجداني ومعتقدي، أنه لا فرق بين المرأة والرجل، عكس ما كنت أسمع في الشارع، وأعتقد أن بعض الأفكار التي لا زالت سائدة تعد تخلفا وإعاقة ذهنية في عقل بعض الرجال، أؤكد أن الرومانسية ليست عيبا، بل اعتراف بالحب والجميل”.
وعن مؤلفه الجديد ”ظل الغزال”، كشف بيال مراد عن أنه صدر رسميا منذ أيام فقط بمصر، عن دار ”ديوان العرب للنشر والتوزيع”، يضم 60 قصيدة، وهو نفس الديوان الذي صدر لي في الجزائر منذ أشهر عن دار ”خيال للنشر والترجمة، ويضم 44 قصيدة جلها في الغزل الذي يحاكي المرأة، التي حسب مراد بيال، جزء هام في حياة الرجل لها مكانة مرموقة في المجتمع، وأكد بيال أن تواجده بفرنسا لن يمنعه من مغازلة المرأة في قصائده التي تحكي واقعا معيشا وتجارب متنوعة.
كما كشف الكاتب مراد بيال عن رواية جديدة قيد الطبع بدار نشر في النمسا، والتي تحمل اسم ”رعب في قطار لندن” وستصدر بعد 3 أشهر، وهي الرواية التي تعد تجربة جديدة للكاتب، الذي أوضح أنها رواية رعب و«سوسبانس” و«أكشن”، تكشف عن الصراع بين الخير والشر والصراع بين الحب والكره، وبين الرذيلة والفضيلة.
كما أوضح بيال أن تسمية الرواية بـ«رعب في قطار لندن” جاءت أيضا لتقارب سيرورة الحياة البشرية بالقطار، حيث أن القطار جامع ينطلق من نقطة واحدة نحو وجهات متعددة، حيث تجتمع فيه حضارات متعددة، تبرز بينها الصراعات، فالرواية تجسيد حي للواقع البشر. وفي رده على سؤال خاص بالشعراء والأدباء المتواجدين بفرنسا، وعلاقتهم مع بعضهم، كشف بيال عن تواد عدد كبير من الكتاب والشعراء والأدباء من مختلف الجنسيات العربية، غير أن العلاقة بينهم شبه معدومة، إلا في حالات نادرة فعلا، والجمعيات العربية شبه منعدمة خصوصا الجزائرية، ”التي نستطيع القول، إنه لا وجود لها إطلاقا”، كما رد الكاتب عن سؤال آخر حول تقييمه للمشهد الثقافي الجزائري، خاصة واقع الكتاب والأدباء، وصف المتحدث المشهد ”كله كارثي بكل معنى الكلمة” متسائلا ”كيف نطلب من الكاتب والأديب أن يقدم أفضل ما لديه وهو يعيش على الهامش، فالدولة شبه غائبة وتهمل هذا الجانب، وقد رأيت بأنها تهتم ببعض الأسماء المعروفة التي تعد على أصابع اليد، وتتجاهل الأغلبية” وأضاف بيال ”إذا أردنا أن نرى أدباء بمستوى عالمي، يجب الاهتمام بهم وبمنتجاتهم التي وجب على الدولة أن تتبنها، فالجزائر تزخر بأقلام واعدة لو توفر لها الاهتمام، ستكون حديث الساعة على مستوى العالمي”.
المساء