أكد الدكتور عبد الكريم بوفرة أن المسألة اللغوية في المغربي تحتاج إلى تخطيط لغوي يستمد مرجعياته المعرفية من علم السوسيولسانيات، نظرا للخلط وعدم الوضوح الذي يسم المشهد اللغوي المغربي.
يأتي ذلك في سياق الملتقى الجهوي الثاني للغة العربية الذي تنظمه منسقية الشرق للائتلاف الوطني للغة العربية على امتداد يومي الجمعة والسبت، 28 – 29 دجنبر 2018، في موضوع اللغة العَرَبيَة في التعليم المغربي: الْواقِع والرِّهَانَات دورة “محمد العرابي” 2018بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة.
وقد استهل أستاذ اللغة العبرية بجامعة محمد الأول بوجدة كلامه بالحديث عن وضع اللغة العربية وأكد أنه بصفة عامة يشهد الكثير من الغموض والضبابية. وأن كثير من القضايا المطروحة في هذا المجال ترتبط أولا بمكانة اللغة العربية في صلتها بالقرارات التي تصدر على المستوى السياسي داخل وخارج المغرب. وعلى ضوء العولمة هذه الأخيرة التي تعني ظاهريا التنوع والانفتاح لكنهافي العمقعكس ذلك وكان علماء الاجتماع دقوا ناقوس الخطر في هذاالشأن.فهدف العولمة هو هيمنة نموذج على باقي النماذج الأخرى ومن تجلياته في المستوى اللغوي هيمنة الإنجليزية على باقي اللغات الأخرى.
كما تحدث الخبير في السوسيولسانيات أيضا عن مراحل التخطيط اللغوي، واعتبر أن التخطيط اللغوي ما هو إلا مراحل لا بد أنتسبقه مرحلتين أساسيتن.
فيما يخص اللغة العربية دعا المحاضر إلى الاهتمام باللغة الملطية لأن لها صلة وثيقة باللغة العربية وهي من اللغات العربية ونحن لا ننفتح على اللغة الملطية مع أنها لغة عربية مكتوبة مثلها مثل التركية بالحروفاللاتينية
وجه المحاضر النظر إلى قضية علم اللغة الاجتماعي حيث أكدأن اللغةالعبرية لم تقم أصلا إلا بالاعتماد على اللغة العربية لأن اللغة العربية استطاعت أن تحتفظ بمجموعة من الخصائص وخصوصا خصائص اللغات الشرقية وهناك معجم تاريخي للغة العبرية صدر في بداية هذاالقرن وأشار أنه يعتبر مرجعا لمن يبحث عن أصل المعجم التاريخي لبعض المصطلحات في اللغة العربية وفيه كثر من الاشارات المهمة المتعلقة باللغة العربية.
ثم أكد في خاتمة كلامه أن اللغة هي وسيلة للتعبير عن انتماء معين تعبر عن الهوية ووسيلة للتعبير عن كثير من الرؤى ووسيلة للتفكير والإبداع وللإنتاج ومن التعريفات الجميلة للغة: أنها نظرة إلى الوجود أي أن الإنسان الذي يمتلك أكثر من لغةيملك نضرات متعددة للوجود.
والتخطيط اللغوي تقوم به المؤسسات ولا دخل للأفراد فيه أيأنه يخضع لسياسة الدولة أولا ثم تأتي بعدها سياسة الحكومة وتعمل على تنفيذه وأن هذا التخطيط اللغوي يقوم على تجارب لسانية اجتماعية مختلفة ووضعيات لسانية متعددة.