اعتبر فؤاد بوعلي رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، أن القرار الذي اتخذه وزير التربية الوطنية محمد حصاد باعتماد اللغة الفرنسية ابتداءً من السنة أولى ابتدائي عوض السنة الثالثة الجاري بها العمل، “هو تهديد حقيقي للغات الرسمية وفرض لغة الاستعمار القديم الجديد على المغاربة، وضرب في كل توافقات المغاربة دستوريا وفي الرؤية الاستراتيجية للمجلس الأعلى للتعليم”.
واتهم بوعلي وزير التربية الوطنية بأنه “يعد بكارثة وطنية أخرى ويقدم الدليل على أن نقله من الأمن إلى التعليم كان من أجل استغلال عقلية التنفيذ الأمني لإلحاق المدرسة الوطنية نهائيا بسيدتها الفرنسية، مشيرا إلى أن “الغرض الأسمى من فرض الفرنسية في السنة الأولى من الابتدائي هو اجترار أزمة التعليم وليس حلها، زيادة على ما ستطرحه من إشكالات تربوية ولسنية”.
وتساءل المتحدث في تدوينة على حسابه بفيسبوك بالقول: “هل يعتقد حصاد ومن معه أنه بهذا الإجراء سيحل إشكال التعليم؟ كيف يمكن حل أزمة التعليم بلغة تفقد كل يوم مساحة من سطوتها العلمية والتربوية؟ ولم لا ننتظر التنزيل الفعلي للرؤية الاستراتيجية بعد المصادقة على القانون الإطار؟”.
وأضاف أنه “ليست هناك إرادة سياسية حقيقية للنهوض بالمدرسة المغربية، وإنما هناك إرادة لوأد كل محاولات الإصلاح وإبقاء الوضع على ما هو عليه وتمكين السيد الفرنسي الذي يمتلك اقتصادنا وإعلامنا وثقافتنا وسياستنا الخارجية من رقاب المغاربة”.
وأردف بالقول: “أنصح السادة الأساتذة، والنقابات والهيئات التعليمية ألا تنشغل بمخاطبة وزير التعليم المغربي في مشاكلها وتوجه رسائلها وطلباتها إلى الوزير الفعلي “جان ميشال بلانكر” في باريس، مادام سادة القرار العام قد اختاروا الخنوع لأبناء الإليزيه”.
وتابع بوعلي هجومه على حصاد بالقول: “بأي حق تفرضون علينا انتماءاتكم اللاوطنية والمرفوضة شعبيا؟ وبأي حق تضيعون حقوق شهداء الوطن الذين ضحوا من أجل هويتهم الوطنية المزايلة للاستعمار؟ أم هو استمرار للانقلاب على الإرادة الشعبية في كل المجالات؟ وأين أنت يا رئيس الحكومة من هذا الإجراء؟”.
وكان وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي محمد حصاد، قد كشف أنه ابتداء من الموسم الدراسي المقبل سيتم تدريس اللغة الفرنسية انطلاقا من السنة الأولى للتعليم الابتدائي، مشيرا في تعقيب له خلال جلسة للأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين ،أول أمس الثلاثاء، إلى أن الإجراء هو عودة لما هو معمول به في وقت سابق.