بلكبير، الذي كان يتحدث يوم أمس الاثنين خلال ندوة من تنظيم مجلس مقاطعة أكدال الرياض والائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية حول موضوع “اللغة العربية والأدوار الدستورية”، أردف قائلا إن الدعوات إلى اعتماد الدارجة تشبه إلى حد كبير ما سعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية للخلط بين الثقافة وبين الفولكلور حينما أدركت أن لا تاريخ لها “واضطرت إلى تحويل الفلكلور إلى ثقافة، والدعوة إلى الدارجة هي الدعوة إلى فلكلور في مسعى واضح إلى التفكيك من أجل اختلاق صراعات داخلية”.
بالنبرة المنتقدة ذاتها أضاف الباحث أنه “على الأميين أن يصمتوا”، قبل أن يستطرد بالقول إن “اللغة العربية لا تحتاج إلى من يدافع عنها، وحاضرها بارز ومستقبلها مضمون؛ حتى لو أننا جميعا غلطنا في حقها، فستبقى محمية من ملياري مسلم عبر العالم”، وفق تعبيره.
وعرج بلكبير، خلال مداخلته، إلى الحديث عن مشروع القانون التنظيمي للمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، الذي اعتبره مسعى انقلابيا يروم بالأساس إلى استهداف تأسيس أكاديمية محمد السادس للغة العربية؛ “فحزب فرنسا يخوض حربا أشد بشاعة من تلك التي خاضها الاستعمار بنفسه ضد اللغة العربية، وذلك من أجل تحقيق سعيه بتحطيم الدول وتجريدها من سيادتها ومركزها”.
كما أن الدستور، والذي وصفه بلكبير بالترقيعي، استجاب لضغوط خارجية أكثر منها داخلية، وتعريف الهوية المغربية في الدستور “مضحك” على حد وصفه، قبل أن يعود إلى مشروع القانون المتعلق بالمجلس سالف الذكر والذي نص على أنه يراعي الالتزامات الدولية الرامية إلى الحفاظ على التنوع الثقافي؛ في حين أن بالمغرب ليست هنالك ثقافات متعددة بل ثقافة واحدة متعددة الألسن، حسب تعبيره. والحال نفسه ينطبق على التنوع، “فنحن شعب تعددت لغته ولا تتنوع. وهذا ما يؤكد أن الأعضاء الذين أوكلت لهم مهمة إعداد مشروع قانون المجلس يشتغلون خارج نطاق الدستور”.
ولَم تسلم تركيبة اللجنة كذلك من انتقادات بلكبير، إذ أكد أنه “من غير المنطقي أن يتجاوز عدد أعضائها 35 شخصا، جزء كبير منهم لم يسبق له أن كتب مقالا واحدا في اللسانيات، ومن الغريب جدا أن لا نجد شخصا مثل عبد الله العروي ضمن أعضاء اللجنة”.
وعاد الأستاذ الجامعي إلى التأكيد على أن اللغة العربية مستهدفة من لدن الفرانكفونيين الذين يريدون اغتيالها، بدعم من فرنسا التي لم يتبق لها سوى الرهان على المغرب من أجل الإبقاء على مفهوم الدولة الاستعمارية.
النقاش بين اللغة العربية وبين الأمازيغية حظي كذلك بجزء من مداخلة بلكبير، بعدما أوضح أن القول بكون اللغة الأمازيغية تصنع الثقافة هو معطى خاطئ ولو بالمعنى الفولكلوري للثقافة، مردفا بالإشارة إلى أن من فرض اللغة العربية داخل المجتمعات المغاربية هم الأمازيغ الذين تعاقبوا على حكم المغرب، والذين وظفوا اللغة العربية داخل الإدارة والمدارس؛ فيما كانت الأمازيغية والدارجة تستعمل في الشوارع وداخل البيوت.