اللغة العربية: فرصة أضعناها؟

فايز الحق – الهند
يحتفل العالم العربي باليوم العالمي للغة العربية يوم 18 ديسمبر. هذا اليوم له أهمية ثقافية يذكرنا الجميع بأهمية اللغة التي تحتضن أم الثقافات والحضارات، لكن لا بد لنا أن نحاسب أنفسنا في هذا اليوم: هل أدينا حق هذه اللغة التي لها علاقتة بثقافتنا وديننا؟

بهذه المناسبة أود أن أوجه الأسئلة أمام العالم العربي -أي الدول العربية شعبا وحكومة- هل لها اهتمام بلغتها؟ ما هو الدور الذي لعبته في نشر هذه اللغة في العالم الذي لا ينطق على اللغة العربية؟ هل لهذه الدول برنامج خاص لنشر اللغة العربية؟ هل لدى الجامعة العربية أي برنامج دولي لنشر اللغة العربية؟ ما هو الدور الذي لعبته هي منذ تشكيلها؟

إن العالم العربي -خاصة دول الخليج العربي- يعتمد على العمال الوافدة لكثير من أعمالها، ومعظم بلدان العالم تعتمد على دول الخليج للنفط والغاز. منذ كم سنة توجد هذه العلاقة بين العالم العربي وغير العربي؟ كم من الوافدين وصلوا إلى بلدان الخليج العربي عملوا وربحوا وعادوا إلى بلدانهم؟ كم من الحروف العربية أو كلماتها تعلموا أثناء عيشهم في هذه البلدان؟

لنا دروس في الماضي، لذا لا بد لنا أن ننظر إلى المستقبل ونخطط كل ما بوسعنا لنشر اللغة العربية التي ستساعد في نشر ثقافة هذه اللغة.
عندما نذهب إلى أوروبا أو أمريكا هل بإمكاننا أن نلتحق بأية جامعة للدراسة أو نجد تأشيرة للعمل بدون اختبار قدراتنا على اللغة الانكليزية كتابة وكلاما وقراءة؟ أليس هذا بنموذج للعالم العربي لنشر اللغة العربية وثقافتها؟ لماذا الوافدون يصلون إلى العالم العربي للعمل أو العيش هنالك بدون أي جهد أو اهتمام لتعلم بضع كلمات على الأقل للغة العربية؟

ربما يكون رد هذه الأسئلة صعبة. الآن نرى الظروف الاقتصادية المختلفة في بلدان الخليج العربي، تراجعت أسعار النفط والبلدان الخليجية تحاول إلى تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للاقتصاد. أيضا نرى شيء إيجابي هو توطين الوظائف في عدة بلدان خليجية واهتمام الحكومات بالموارد البشرية الوطنية. هذا يعني تقليص عدد الوافدين في هذه البلدان، وهذا يؤدي إلى تقليل التواصل الاجتماعي مع الأشخاص الغير الناطقين باللغة العربية الذين كادوا يتعلموا هذه اللغة.

لنا دروس في الماضي، لذا لا بد لنا أن ننظر إلى المستقبل ونخطط كل ما بوسعنا لنشر اللغة العربية التي ستساعد في نشر ثقافة هذه اللغة. بعض البلدان العربية يهتم الآن بتصحيح صورتها أمام العالم خارج المنطقة، لذلك تدشن بعض مشاريعها التثقيفية في اللغات الأجنبية، وهذا عمل له أثر إيجابي. فنشر اللغة العربية في العالم الأجنبي قد يعزز قوة هذه المشاريع في تحقيق الأهداف.

لا بد أن ندرك إلى أن هنالك عالم داخل العالم الذي لا ينطق باللغة العربية يهتم باللغة العربية للحفاظ على تعاليم دينه أو لأهميتها الأخرى. علينا أيضا أن نرى ونفهم المشكلات التي تواجه الآخرين في تعلم هذه اللغة والمشكلات التي يواجهونها بعد تعلم اللغة العربية.

هناك موقع أطلقته شبكة الجزيرة لتعليم اللغة العربية -قد لا نرى مشروع بهذا الحجم- لتعليم اللغة العربية. في هذا الموقع يستخدم أفضل أساليب تعليم اللغة العربية عبر الإنترنت، يمكن للجميع الاستفادة منه أينما يكون. هذا الموقع أيضا نموذج للآخرين أيضا الذين يحاولون أن يلعبوا دورا في نشر هذه اللغة. كم جميل ما كتبه الشاعر حافظ ابراهيم:
أنا البحر في أحشائه الدر كامن *** فهل سألوا الغواص عن صدفاتي

التعليقات (0)
إضافة تعليق