بينما لا يزال تدريس اللغة الإنجليزية في المغرب مقتصرا على التعليم الإعدادي، حيث عممت وزارة التربية الوطنية دورية لتعميمها في هذا السلك، كشف عبد القادر الفاسي الفهري، المدير السابق لمعهد الدراسات والأبحاث حول التعريب، أن الملك الراحل الحسن الثاني وافق، منذ نهاية القرن الماضي، على تدريس الإنجليزية في التعليم الابتدائي؛ لكن ذلك لم يتحقق على أرض الواقع.
وقال الفاسي الفهري، في ندوة حول الوضع اللغوي في المغرب، الاثنين، نُظمت في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط: “كنا سباقين إلى دعوة أن تُعلم الإنجليزية للمغاربة، حيث اقترحنا في اللجنة الوطنية لإصلاح نظام التربية والتكوين أن تدخل الإنجليزية في السنة الأولى إعدادي، فجاءنا الجواب من المرحوم الحسن الثاني بأن تدخل في السنة الخامسة ابتدائي انطلاقا من سنة 1999”.
وتابع المتحدث ذاته متسائلا: “لماذا تأخر تطبيق هذا القرار الذي جاء من رأس الدولة”، قبل أن يجيب عن السؤال الذي طرح بالقول: “الخلل في السياسات اللغوية هو أن الحكومة لا تطبق القوانين والمواثيق”.
ويرى الخبير في اللغة أن “سبب الفوضى اللغوية ببلدنا راجع إلى غياب إرادة سياسية لعقلنة المشهد اللغوي بما يعيد الاعتبار للغتين الوطنيتين (العربية والأمازيغية)، ويحقق السيادة اللغوية والثقافية للمغرب”، مضيفا: “نحن لم نصل بعد إلى الاستقلال اللغوي الذي عبره يتحقق الاستقلال الاقتصادي والثقافي والسياسي”.
وأردف عبد القادر الفاسي الفهري: “نريد استراتيجية وطنية واضحة تدعم لساني الهوية الوطنية، العربية والأمازيغية، كما ينص على ذلك الدستور، حماية وتنمية وتطويرا، وهذا لم تقم به الدولة إلى حد الآن لهذين اللسانين في تنوعهما المنظم (اللغة المعيارية).
وانتقد المتحدث ذاته إيلاء أهمية كبيرة للغة الفرنسية في المغرب، قائلا: “لا أحد من علماء التخطيط والإدارة اللغوية يفهم معنى توغل الفرانكوفونية في جميع القطاعات، ولماذا استفردت بها، مثلما هو الحال في تعليم العلوم”.
وسجل المدير السابق لمعهد الدراسات والأبحاث حول التعريب أن سبب ما سماه “الفوضى اللغوية” في المغرب “هو غياب إرادة سياسية لعقلنة المشهد اللغوي بما يعيد الاعتبار للغتين الوطنيتين ويحقق السيادة اللغوية والثقافية للبلد”.
عن موقع هيسبريس