اتفق إعلاميون ونقاد رياضيون على نجاح مبادرة «عام الخط العربي»، التي أطلقتها وزارة الثقافة في وقت سابق، وعززتها بحملة تعريب أسماء اللاعبين على قمصان الأندية بالتعاون مع وزارة الرياضة؛ والتي تم تتويجها بالحضور في نهائي كأس خادم الحرمين، من خلال تطريز أسماء اللاعبين بالخط العربي العريق «خط الثلث»، وذلك في أول نهائي لبطولة سعودية يظهر فيه الخط العربي متألقاً بهذه الصورة الحضارية الفريدة. وأكد رئيس قسم الإعلام في جامعة الملك سعود الدكتور علي بن دبكل العنزي، أن حملة تعريب أسماء اللاعبين مهمة من حيث محتواها وهدفها وتوقيتها، وقال: «إن أهمية الحملة تنبع من إعادة إحياء الخط العربي، ومشاهدته في كل مكان، والهدف هو رفع القيمة لهذا الخط وللغة العربية التي هي لغة القرآن. أما بالنسبة للتوقيت فقد تم اختيار نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين ليكون خير تتويج للحملة، وهو توقيت في غاية الأهمية والذكاء لما لهذه المسابقة من رمزية، وجماهيرية».
من جانبه، أشار الناقد الرياضي سعود العتيبي، إلى أن النهائي الكبير لكأس خادم الحرمين الشريفين يمثّل للرياضيين والشباب حدثاً كبيراً «فالكل يعتبره يوم الرياضة والشباب الأميز والأهم، لذلك يصبح محط اهتمام ومتابعة هذه الفئة الكبيرة والمؤثرة من أبناء الوطن». مضيفاً أن اختيار وزارة الثقافة لهذا اليوم لاستثمار حجم الوجود فيه، والاهتمام الإعلامي الواسع به، ينم عن ذكاء كبير، «وذلك لأن كرة القدم كانت وما زالت إحدى أقوى وسائل نشر العادات والكلمات والمصطلحات بين النشء والشباب، وهو ما يتضح في سلوكيات ومفردات الجيل الحالي من الرياضيين والشباب».
من جانبه، عبّر الإعلامي عبدالله عبدالرحمن العجلان عن سروره من حملة تعريب أسماء اللاعبين، مؤكداً أن أهميتها ومردودها سيكون أكبر وأكثر وأجمل عند تزامنها مع مناسبة ملكية غالية، مثل نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين. وأضاف: «إن المملكة كانت وما زالت في طليعة الدول التي اهتمت وحرصت على تكريس ونشر كل ما له علاقة باللغة العربية، والمحافظة عليها في ظل انتشار تقنيات ووسائل الإعلام الحديث، والتواصل الاجتماعي واللغات الأخرى المستوردة والمستخدمة في هذا العصر المتسارع». وقال العجلان: «نحن أمام عاصفة ثقافية عالمية، اختلطت فيها اللغات والمفاهيم بشكل مزعج وخطر، لذلك نحيي وزارة الثقافة على خطوتها المباركة في حفظ اللغة العربية، وتفعيل مبادرتها بطريقة نافعة وسهلة الوصول للتأثير في مختلف فئات المجتمع».
من جانبه، أشار الناقد الرياضي محمد الدويش إلى أن الرعاية الكريمة لنهائي الكأس تشكّل مناسبة وطنية غالية على الرياضيين في المملكة، مضيفاً أن حضور حملة تعريب أسماء اللاعبين في هذا النهائي الكبير يزيدها وهجاً وانتشاراً وقيمة.
وقال الدويش: «من جانب اجتماعي تحظى هذه المناسبة الغالية باهتمام جماهيري كبير لا سيما من فئة الشباب، وهم الفئة المقصودة بمبادرة عام الخط العربي وحملة تعريب أسماء اللاعبين على قمصان الأندية، وهذا ما سيزيد من استفادتهم من هذه المبادرة».
في حين شدد الناقد الرياضي عبدالعزيز الشرقي على أهمية مبادرة وزارتي الثقافة والرياضة باعتماد أسماء اللاعبين باللغة العربية، والتي وصفها بالخطوة الجبارة لإحياء هذه اللغة، وحمايتها من المؤثرات الخارجية. مضيفاً: «إن دعم قيادتنا للغة العربية هو امتداد لحرصها على هذه اللغة الخالدة لغة القرآن الكريم، من خلال كثير من المشاريع التي توجت بتأسيس وزارة الثقافة لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية».
ووصف الإعلامي محمد العبدي، حملة تعريب أسماء اللاعبين في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بالرائعة «والتي تبعث على احترام لغتنا وحضارتنا، ويسجل السبق فيها لوزارة الثقافة».
وأضاف العبدي، أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- قائد التغيير والتطوير وليس غريباً عليه الاهتمام بلغة الضاد، وهو الرجل المثقف والوطني والعروبي الذي أنشأ عدة مراكز ثقافية، منها مكتبة الملك فهد الوطنية، ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وغيرها من المكتبات والمراكز.