تحت شعار: نحو استراتيجية وطنية للنهوض بتدريس العلوم باللغة العربية، ينظم الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية ندوة علمية في موضوع: اللغة العربية وتدريس العلوم: الواقع و الرهانات، يؤطرها أساتذة في الفيزياء والرياضيات والهندسة والطب والمعلوماتية ، وذلك يوم الخميس 09 ماي 2019، في الساعة الثانية (14.00) بعد الزوال، بالمركز الثقافي أكدال، بالرباط
الأرضية التصورية
منذ أنِ انتشَرتْ دعَوات تَعريب العلوم، ثارتْ بهذه القضيَّة زوابِعُ رفْضٍ وهبَّات تأييد، وغلَب على المَسألة التَّنازُع حَول الفِكرَة، وهو ما لم يَجْرِ على التَّعريب ذاته مِن الأفعال، فبَقِيَ أسير تَجاذُبات لم تَستقِم في ناظِمٍ يَنفي عنها العشوائيَّة والتَّكرار، وظلَّتْ تَجارِبُه – ولو نجحَتْ – مَثار تَشكيكٍ وانتِقاص.
وانطلاقًا مِن قاعدة تواتَرتْ عليها أكثر الدِّراسات العلميَّة مِن أنَّ “استيعاب العُلوم وفهْمها والتميُّز فيها لا يتيسر إلا باستخدام اللغة الأمِّ أيًّا كانتْ”، فإنَّ الأصل هو التركيز على هذا الجانب، بعيدًا عن دور اللغة في الحِفاظ على الهُويَّة الثقافيَّة والقوميَّة، أو ارتباطها بالوشائج الدينيَّة، وهي – بِلا رَيب – ذات أهمِّية بالِغة، فالحِفاظ على حيويَّة اللغة عبْر اتِّصالها مع تطوُّرات العِلم وإنجازاتِه، لا يَرتبِط بمُبرِّرات قوميَّة أو دينيَّة فحسْب، بل هو مسألة عِلميَّة أساسيَّة، نشأتْ مِن ارتباط اللغة بالتَّفكير؛ فالعِلم تَفكير، واللغة تعبير عنه، ومِن هُنا تَنشأ الأسئلة: بأيِّ لغة يَجب أن نُفكِّر؟ وهل التَّفكير بِلُغة والتَّعبير عن الفِكرَة بِلُغة أخرى مُجْدٍ، أو أكثَر جَدْوى مِن توحيد النَّمَط؟ وهل اللغة العربية عاجزة عن استيعاب المعرفة العلمية؟
تنطلق الندوة من أطروحة مفادها أن تجاوز الفجوة اللغوية بين التعليم الثانوي والجامعي لا يتم من خلال التراجع عن التمكين للغة العربية في الأول وإنما من خلال استكمال مسار التعريب الذي انطلق منذ عقود وتوقف لأسباب مختلفة، مما خلق حالةً شَوهاء، أضرَّتْ بطُلاب العِلم، وشتَّتتْ جُهودَهم؛ إذ تبيَّن أنْ لا قِبَل لِلكَثيرين منهم على إتقان اللغة الأجنبيَّة بسُرعةٍ تُوازي الحراك التَّدريسيَّ، فمَن يتخرَّج في الثانوية العامَّة وقد درَس كل العلوم باللغة العربية، يَنتقل فجْأةً إلى دِراسة تخصصية ومُتعمِّقة وبِلُغة أجنبيَّة لم يكنْ قد أتقَنها بعد، مما يوجِد فَراغًا لغويا ومصطلحيا لا يُمكِن سدُّه بسُهولة، وهو أمر عايَنه مَن خبر التدريس بالجامعات؛ فيَصف “الدكتور عادل جرار” ذلك بالقول: “أدركَ مُدرِّسو العلوم الطبيعيَّة والتطبيقيَّة في الجامعة الأردنيَّة – مثلاً – جوانب الإعاقة هذه منذ سِنين؛ لذلك تجد أنَّ مُحاضَراتهم هي بالعربيَّة (العامِّية في الغالِب)، مع اختِلاطها بالكلمات الإنجليزية، فنرى (أل) التعريف تدخل على كلمة لم تُعرَّب أو كلمة لم تُترجَم، ولكن مع إقرارهم هذا بعجْز الطُّلاب عن المتابعة، فإنهم ما زالوا مُصرِّين على أن يَستعمِلَ الطالب كتابًا إنجليزيًّا، فتَتفاقَم المُشكِلة لدَيه كما ذكرْنا؛ لأنه يَسمَع شرْحًا بالعربية، ويُجاهِد ليُتابع النصَّ الأجنبيَّ”.
والحالة نفسها تتكرر في الحالة المغربية حيث نجد أنَّ العَطاء المَعرفيَّ والعِلميَّ للطلاب لا يَرقى إلى نِسبة الأعداد الهائلة المتخرِّجة في الجامعة، فلم يَتجذَّر العِلم في نُفوسهم، ولم يَملِك تَفكيرَهم، وما سال على لسانهم؛ إذ ” لا يُصبِح العِلم جزءًا مِن ذاتنا، إلا عِندما نُفكِّر فيه بلُغتنا ونُطوِّره بلُغتنا، والمجتمع الذي يَستعير لغةً أجنبيَّة لتكون لغته العلميَّة لن يَجد العدد الكافي مِن أبنائه ممَّن يَتفاعلون مع العلوم أَخذًا وعَطاءً”.
انطلاقا من هذه المعطيات ينظم الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية ندوة علمية في موضوع: اللغة العربية وتدريس العلوم: الواقع والرهانات يوم الخميس 09 ماي 2019، في الساعة الثانية (14.00) بعد الزوال، بالمركز الثقافي أكدال، بالرباط، بمشاركة أساتذة العلوم الفيزيائية والرياضية والبيولوجية وأطباء ومتخصصين في المجالات الدقيقة والتقنية للمداولة في قدرة العربية على استيعاب المعرفة العلمية ورؤية المختصين لمسار تعريب التعليم الجامعي.
برنامج الندوة
14.00 ـــــ 16.00: الندوة العلمية
تقديم: الدكتورة فاطمة حسيني
- كلمة ترحيبية للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية
- عرض الدكتور محمد البغدادي، أستاذ الفيزياء النظرية ومؤسس ومدير مختبر الفيزياء النظرية بجامعة محمد الخامس الرباط
- عرض الدكتور العربي بوعياد،أستاذ بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، الرباط
- عرض الدكتور عبد العالي زين العابدين، منسق مسلك العلوم الرياضية وتطبيقاتها (SMA)، شعبة الرياضيات ، كلية العلوم، جامعة محمد الخامس بالرباط
- عرض الدكتور خالد سامي، أستاذ التعليم العالي، شعبة المعلوماتية والرياضيات، كلية العلوم، جامعة القاضي عياض، مراكش
- عرض الدكتور عبد العزيز عديدي،أستاذ التعليم العالي، مدير المعهد الوطني للتهيئة والتعمير سابقا.
- عرض الدكتور محمد عدنان التازي،أستاذ بالمدرسة الوطنية للصحة العمومية، بالرباط
- عرض الدكتور محمد مرزوق، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس بالرباط
- مناقشة
- قراءة توصيات الندوة