نظم الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية/ منسقية الشرق، بتعاون وتنسيق مع مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، ورابطة الأدب الإسلامي العالمية/ فرع المغرب، مساء الأحد 31 مارس 2019، بالمركز المذكور، أمسية إبداعية تحت شعار “الإبداع الأدبي في خدمة اللغة العربية”. ويأتي تنظيم هذه الفعالية الثقافية في أعقاب حدثين احتفل بهما العالم مؤخرا، وهما “اليوم العالمي للمرأة” (8 مارس)، و”اليوم العالمي للشعر” (21 مارس). وتم في النشاط نفسه تكريم ثلاثٍ من مبدعاتنا المتألقات، وهن: الشاعرة أمينة المريني (فاس)، والقاصة ليلى عبدلاوي (وجدة)، والشاعرة نعيمة خليفي (وجدة).
وقد استُهلت الأمسية بآيات بيّنات من الذكر الحكيم، تلتها كلمتان، في افتتاح النشاط؛ قدّم الأولى، باسم منسقية الائتلاف بشرق المغرب، الأستاذ يونس بلمحجوب، بينما قدم كلمة رابطة الأدب الإسلامي الدكتور رشيد سوسان. ثم أُعطيت انطلاقة الجلسة الاحتفائية الأولى، وموضوعُها “الإبداع بصوت المؤنث”، بتسيير الأستاذ فريد أمعضشو، وتم خلالها تكريم المبدعتين الوجديتين ليلى عبدلاوي ونعيمة خليفي، وتقديم قراءتين نقديتين في بعض إبداعهما؛ بحيث تطرق إلى تجربة الأولى الناقد د. محمد دخيسي أبو أسامة، الذي عنون مداخلته بـ”القصة – الفكرة في مجموعة (زوابع الصمت) لليلى عبدلاوي”؛ بحيث ركز كلامه على هذه الأضمومة القصصية (2017) فحسب، التي عدّها عملا إبداعيا تجريبيا، يختلف عن السرود الكلاسيكية، ولعل من أبرز مظاهر هذا التجريب أو التجديد انطواءَ نصوصها، أو أكثرها، على “القصة – الفكرة”، وسجل بشأنها جملة من الملاحظات النقدية؛ عن عنوانها، ولغتها، وثيماتها المرتبطة بالمرأة، ورمزية الألوان، وكيفية استعمال السواد والبياض فيها، ونحو ذلك من الجوانب. ويُذكر أن الأستاذة ليلى عبدلاوي تبدع باللغتين العربية والفرنسية، وأن لها جملة من النصوص الإبداعية، وأنها شاركت في عدد من الفعاليات والملتقيات الأدبية بوجدة وخارجها…
أما المداخلة الثانية، فقدّمها الناقد والقاص يحي زرّوقي، وتمحورت حول تجربة نعيمة خليفي الشعرية بعامة، وحول ديوانها الأخير بخاصة، وهي بعنوان “نعيمة خليفي: من فوّهة الانكسار إلى جُذوة الانتصار – من خلال ديوانها (وميض اليباب)”. وقد رصد فيها عددا من سمات هذا العمل على مستويي المضامين والشكل الفني، ووقف عند البعد الإنساني في شعر ذة. خليفي، بوصفه ملمحا بارزا في إبداعها. ويُذكر أن للمبدعة ديوانين سابقين هما: “همسات ثائرة”، و”الفراشات تحترق ليلا”. وهي رئيسة فرع “رابطة كاتبات المغرب” بجهة الشرق، وأستاذة اللغة الإنجليزية بمديرية وجدة أنجاد…
وعقب ذلك، أعطيت الكلمة للمبدعتين المحتفى ببعض إبداعهما في هذه الجلسة؛ فقدمتا كلمتين مقتضَبَتين بالمناسبة، وقرأتا شيئا ممّا أبْدَعَتاه شعراً أو قصةً. واختُتمت الجلسة بوصلة موسيقية وقّعها الفنان عبد الصمد عزيزي وابنته سارة.
أما الجلسة الثانية، التي خُصصت لتكريم الشاعرة المتميزة ذة. أمينة المريني، فقد سيّرتها المبدعة البتول محجوبي، وعرفت تقديم ثلاث شهادات في حق المحتفى بها، وتجربتها الشعرية الممتدة، من قبل ثلاثة أسماء شعرية وازنة ذات شهرة كبيرة وطنيا وعربيا، ويتعلق الأمر بشُعرائنا المرموقين حسن الأمراني، ومحمد علي الرباوي، والزبير خياط. ثم أعطيت الكلمة للمحتفى بها، التي قدمت كلمةً بالمناسبة، وقرأت قصيدة رائعة مؤثرة مُهداة إلى روح الشاعر عبد السلام بوحجر رحمه الله. وكانت قراءتها هذه انطلاقة لجلسة “القراءات الشعرية”، التي آثر المنظِّمون ختْم الأمسية كلها بها، وخلالها استمع الحاضرون والحاضرات إلى نصوص شعرية للمبدعين سعيد عبيد، ودنيا الشدادي، وبوعلام دخيسي، ومحمد النابت. علاوة على قراءات شعرية بأصوات تلميذات إحدى مؤسسات التعليم الخصوصي بوجدة، بتأطير من أستاذتهن البتول محجوبي. وبعد ذلك، تم تكريم المبدعات الثلاث، بهدايا رمزية، قبل دعوة الجميع إلى حفلة شاي على شرف المحتفى بهنّ والمشاركين والحاضرين.
تغطية: فريد أمعضشو.