لقيت النسخة السادسة من “أولمبياد الإملاء باللغة العربية” إقبالا كبيرا، استضافته كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأوّل في وجدة، وهمّ مئات المشاركين من داخل المدينة وخارجها.
وإلى جانب إملاء نصّ برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية، يوجَّه كل شطر من أشطُرِه الأربعة إلى فئة محدّدة، هي تلاميذ التعليم الابتدائي، فتلاميذ الإعدادي، ثم تلاميذ الثانوي التأهيلي، وصولا إلى الطلبة وأولياء أمور التلاميذ، يختبر “أولمبياد الإملاء”، أيضا، مدى تمكّن المشاركين فيه من قواعد اللغة العربية بـ”تطبيقات لغوية جزئية”، حول الجمع، والتّثنية، والصّرف والتّحويل، واستبدال الأرقام بكلمات، والأسماء المنقوصة..
نكهة أخرى للعربية
يرى يونس بلمحجوب، منسِّق جهة الشرق للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، أن أولمبياد الإملاء باللغة العربية يعرف تنوُّعا داخل الفضاء الرحب لكلية الآداب بين أولياء التلاميذ وأبنائهم وبين فئة الهواة الذين من بينهم الطلبة الجامعيون، ما يخلق “جوا تنافسيا مهما جدا، ويعطي نكهة أخرى للغة العربية، وللتعامل والتفاعل معها”.
ويذكر بلمحجوب أن هذه المبادرة التي نظّمها الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية – منسّقيّة الشرق، ورابطة التعليم الخاص بالمغرب – جهة الشرق، بالتعاون مع مجموعة من الشركاء، من بينهم كلية الآداب ومؤسسات أخرى، عرفت مشاركة أزيد من ثمانمائة متبارٍ، “في جوّ رائع متميّز فيه تنافسية وتفاعل بين الأولياء والتلاميذ”.
ويوضّح منسِّق الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية في الشرق أن من أهداف هذه المسابقةِ محاولةُ تحسيس النَّشْءِ بأهمية اللغة العربية وضرورة العناية بها، بعدما سهرت لجنة خاصة على اختيار وانتقاء النّصوص، ثم ألقت النصّ الشفهي على كل الفئات، لتنظِّم بعد ذلك أنشطة تتضمّن مجموعة من الأسئلة الخاصة بكل فئة، فيها نوع من التعقيد لخلق جو تنافسي.
لقاء حميم
عبّر مصطفى السلاوي، أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الأول بوجدة مشرف على الأولمبياد، عن سعادة الكلية باستقبال هذه الفلول الكثيرة من التلاميذ الذين حجّوا من مختلف المؤسّسات التربوية والتعليمية الموجودة داخل المدينة وخارجها، وزاد: “هدف اللقاء ليس إجراء مباراة في الإملاء للتنافس والتعرّفَ على أي من هؤلاء الأطفال والكبار هو الفائز، بل هو أن يجتمع هؤلاء الأطفال في مدرّجات ويحتكّوا في ما بينهم”.
ويرى السلاوي أن “الهدف الثاني من المبادرة هو أن يجلس الأب أو الأم إلى الابن أو الابنة، ويُنجِزَا معا هذا الإملاء باللغة العربية”، ووصف هذا بـ”الفرصة التي لا تتكرّر، لأن هؤلاء الأطفال محظوظون إذ أقبلوا على الجامعة وهم في سن صغيرة جدا، ليتعرفوا عليها، علما أنها قد تستقبلهم في يوم من الأيام”.
وذكر الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية أن النسخة السادسة من الأولمبياد استقبلت أزيد من 800 مشارك، وأضاف أنه كان حريصا على الاستماع إلى تعليقات الأولياء على أولمبياد الإملاء باللغة العربية، الذين “أجمعوا على أنه كان لقاء حميما”، وزاد: “منحناهم فرصة، بينما في الحقيقة هم من منحونا فرصة اللقاء بهم”.
التعميم الوطني
قال توفيق المغني، عن مكتب الجهة الشرقية لرابطة التعليم الخاص، إن هدف أولمبياد الإملاء باللغة العربية في نسخته السادسة هو “تنظيم حفل تربوي تعليمي للغة العربية، يجتمع فيه التلميذ مع والدَيْهِ وأصدقائِه وأقرانِه ويتبارَوْن، في جو احتفالي أكثر من كونه جوا للمنافسة”.
وبيّن المغني أن اختيار الجهاتِ المنظّمة تنظيمَ أولمبياد الإملاء بفضاء كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول في وجدة هو “من باب انفتاح التلاميذ على الجامعة، وانفتاح الجامعة على طلبتها”.
الدورةُ السادسة من أولمبياد العربية، التي عرفت حضورا من بركان وتاوريرت والنّاظور إضافة إلى وجدة، من بين أهدافها الأساسية، بالنسبة للمغني، “تحبيب القراءة، وطرح مجموعة من التساؤلات ليبقى النقاش داخل الأسرة نقاشا تربويا”، مردفا: “وهو ما نسعى انطلاقا منه إلى رفع مستوى الوعي الجماعيّ لمجتمعنا”، ومعبِّرا عن طموحه إلى “أن تكون المبادرة المقبلة وطنية، وتكون المشاركة فيها أكبر”.
هسبريس ـ وائل بورشاشن