قال الكاتب والمؤرخ والناطق السابق باسم القصر الملكي، حسن أوريد، في المحاضرة التي قدمها بندوة “الاتلاف الوطني من أجل اللغة العربية”، نظمت اليوم الجمعة 12 يناير الجاري بالرباط، تحت عنوان :”اللغة العربية تدبير الاختلاف اللساني”، ان من يمثل اللغة العربية حاليا ويدافع عنها “يرتكب اخطاء عدة” عند الحديث بها وكتابتها وهذا يعود عليها بالسلب.
واضاف اوريد، ان اللغة العربية “تعبت ككل اللغات القديمة لكن لا يمكن اختزالها في التواصل فقط لأنها روح الأمة وحضارتها وعصارة ثقافتها”.
واشار أوريد ان اللغة العربية “تعيش وضعية مركبة لأن أعداد المتحدثين بها كبير لكن بالرغم من ذلك فانها تعيش تدهورا كبيرا”.
وأكد أوريد، ان مشكل اللغة العربية “تتطلب إرادة سياسية ووعيا كبيرا لأنها تعيش تحديات كبيرة منها عجزها عن مواكبة اللغات الأجنبية وهيمنتها على الاقتصاد والعلم والتكلونوجيا والحداثة بشكل عام، إلى جانب ضغط اللهجات المحلية”.
وشدد المؤرخ السابق للمملكة، على ان وجهة النظر التي تدفع بتبني الدرجات في التعليم والحديث، وجهة يلتقي فيها العابثون اصحاب الضحالة المعرفية وايضا الجادون.
كما ان البنية التكنوقراطية يضيف اوريد عندما وصلت للسلطة “أصبحت اللغة العربية عذابا لها وعذابا لمن يستمع اليها كذلك، وانقباض البنية التكنوقراطية من اللغة العربية التقت فيها مع بعض خصوم العربية لذلك دفعتهم للترويج لفكرة التعليم بالدرجة”.
وتساءل اوريد انه :”هل بامكان من يدافعون عن ازاحة اللغة العرببة اقناع الفرنسي بالتخلي عن لغته والحديث بالانجليزية ونفس الامر للاسباني؟”. مجيبا عن سؤاله بالقول :”انا لا اظن ان هناك من يرضى بالتضحية بلغته ايا كان عجزها”.
وذكر اوريد ان خصوم اللغة العربية يقارنون اللغة العربية بوضعية اللغة اللاتينية في القرون الوسطى وكيف تخلى الأوربيون عنها لصالح لغاتهم القومية وهذه مقارنة في غير محلها حسب وجهة نظره، موضحا ان اللغة العربية في الأندلس تعايشت مع لغات ولهجات مختلفة ونفس الامر بالنسبة لبغداد في العصر العباسي ومع ذلك لم تطرح قضية اللغات واللهجات المحلية بالشكل الذي تطرح به حاليا.
واكد اوريد، ان وضع العرب “انعكس على لغتهم، وان الكثير ممن يعادون العربية ينطلقون من دوافع ايديولوجية، بحيث ان الموقف من العربية يكون اتجاه اديولوجيا بعينها كالقومية العربية والثقافة الاسلامية”.
واوضح اوريد، انه ليس كل كردي او قبطي او أمازيغي كاره للغة العربية لكن هناك من يقول ان عداءه للغة العربية مبني على صعوبة تعلمها والى قواعدها الصعبة.
وافاد بان السلطة السياسية في المغرب “لا تثير اهتماما بالغا باللغة العربية لانها لا تجيدها مع العلم انها تستمد جزءا من شرعيتها منها”.
واشار اوريد انه “لا يمكن الدفاع عن اللغة العربية دون حبها، لكن من لا يتقنها بالرغم من حبه لها فانه يجهز عليها”، داعيا في نفس الوقت الى الانفتاح على اللغات الاجنبية لانها جسر للانفتاح على الاخر.
كما حذر أوريد في ختام محاضرته من التعصب إلى لغة بعينها أو استعمال اللغة في التدافع الاديولوجي.
لكم الالكترونية