– قال الأستاذ مصطفى صادق الرافعى – رحمه الله – فى كتاب ” وحي القلم” : ما ذَلّت لغةُ شعبٍ إلا ذلّ ، ولا انحطَّت إلا كان أمرُهُ فى ذهابٍ وإدبارٍ ، ومن هذا يفرِضُ الأجنبيُّ المستعمرُ لغتَه فرضاً على الأمةِ المستعمَرَة ، ويركبهم بها ويُشعرهم عَظَمَته فيها ، ويَستَلحِقُهُم من ناحيتها ، فيحكم عليهم أحكاماً ثلاثةً فى عملٍ واحدٍ : أما الأولُ : فحبْسُ لغتهم فى لغتِهِ سِجناً مؤبداً . وأما الثاني : فالحكمُ على ماضيهم بالقتل محواً ونسياناً . وأما التالثُ : فتقييدُ مستقبلهم فى الأغلالِ التى يصنعُها ، فأمرهم من بعدِها لأمرِهِ تَبَعٌ . ” إن اللغة مظهر من مظاهر التاريخ . والتاريخ صفة الأمة ، كيفما قلَّب أمر الله ، من حيث اتصالها بتاريخ الأمة واتصال الأمة بها وجدتها الصفة الثابتة التي لا تزول إلا بزوال الجنسية وانسلاخ الأمة من تاريخها

6٬343

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

تعليقات