بين العامية والفصحى.. هل تشكل الازدواجية خطرا على اللغة؟

1٬380

سامح طارق – محرر – الجزيرة نت 

دائما ما تكتسب الوسائل قيمتها من غايتها أو النهايات التي تُوصِل إليها، وكذا اللغة بوصفها أداة ربط الخفي/الساكن “الأفكار” بالظاهر/المتحرك “التعبير”، فتكتسب قيمتها من الثقافات التي تعبر عنها والحضارات التي تنقل إليها هذه الثقافات، “فللغة قيمة جوهرية كبرى في حياة كل أمة، لأنها الأداة التي تحمل الأفكار، وتنقل المفاهيم، فتُقيم بذلك روابط الاتصال بين أبناء الأمة الواحدة، وبها يتم التقارب والتشابه والانسجام بينهم”[1]. فإن كل لغة تجعل من “الأمَّة الناطقة بها كلاّ متراصّا خاضعا لقوانين، لأنها الرَّابطة الحقيقية بين عالَم الأجسام وعالم الأذهان”[2].

واللغة العربية بشكل خاص تحمل تميّزا بين اللغات بصفتها المُعبّر الوحيد عن التراث الديني وتشريعه القرآني للأمة العربية، مما أكسبها نوعا من الصلابة في مواجهة التغيرات الحادثة عليها وقدرا أكثر من الأهمية للناطقين بها أو من يعتنقون الإسلام بشكل عام. ولكنها على هذا لم تسلم -كغيرها- من حالة الازدواج اللغوي وتحوّل النطق العامي بها عن كتابتها الفصحى، بما في ذلك من آثار أو تخوفّات عليها وعلى متحدّثيها على حد السواء.

الازدواجية اللغوية كمفهوم

يحضر مصطلح الازدواجية كمتلازمة للحالة اللغوية بوجه عام، وقد رافقها فعليا منذ النشأة الأولى، لكنه لم يتخذ شكلا علميا في مُصنّفات اللغة إلا خلال القرن السابق حيث يعتبر الألماني كارل كرمباخر أول من تحدث عن هذه الظاهرة عام 1902م، لكن يرجع الفضل الحقيقي للفرنسي وليم مارسين في تدشين المصطلح أول مرة بالفرنسية “Ladiglossia” عام 1930م، مُعرِّفا إياه بأنه الصراع القائم بين لغة أدبية مكتوبة وأخرى عامية شائعة[3]. وقد ظل المصطلح محدودا في استعماله حتى قدَّم اللغوي الأميركي شارلز فيرغسون هذا الاصطلاح إلى الإنجليزية عام 1959م، إذ بحث أربع حالات لغوية تتميز بهذه الظاهرة، وهي: العربية، واليونانية، والألمانية السويسرية، واللغة المهجنة في هايتي[4].

عرف العرب الأوائل هذا الازدواج قديما بصورة ظاهرة، حيث اختلفت اللهجات القبلية عن اللغة الرسمية للتدوين الشعري، ولكنه لم يكن على هذا المستوى الحالي من التباعد بين اللغتين

مواقع التواصل

ومن بين ثلاثة آلاف لغة حية يرى الباحثان عباس المصري وعماد أبو الحسن أن اللغة العربية تخضع لهذه الازدواجية بشكل يفوق غيرها من اللغات في الواقع المُعاصر[5]، وهو ما تفسّره جغرافيا انتشارها الواسعة والتباين الكبير بين لهجاتها العامية المتداولة.

والازدواجية (Diglossia) -وفق شارل فيرغسون- عبارة عن صراع بين تنوعين للسان واحد، أحدهما عالي التصنيف لكنه غير شائع، والآخر دون ذلك ولكنه عام وشائع[6]. وهي بذلك تختلف عن الثنائية اللغوية التي يُعبّر عنها بالمصطلح اللاتيني “Bilingualism”، إذ إن الثنائية تُعبّر عن صراع خارجي بين لغتين مختلفتين من حيث المنشأ، كالعربية والفرنسية في بلادالمغرب العربي، بينما تُشكّل الازدواجية صراعا -أو تقابلا- لغويا داخليا بين الفصحى والعامية تظهر فيه الثانية بوصفها تفرعا لهجيا للأولى، حيث “تمثل الفصحى والعامية في سياق اللغة العربية مستويين بينهما فرق أساسي حاسم، يتمثل في أن الفصحى نظام لغوي مُعرَب، أما العامية فقد سقط منها الإعراب بصورة شبه كلية”[7].

وقد عرف العرب الأوائل هذا الازدواج قديما بصورة ظاهرة، حيث اختلفت اللهجات القبلية عن اللغة الرسمية للتدوين الشعري، ولكنه لم يكن على هذا المستوى الحالي من التباعد بين اللغتين[8]، فبين محاولات الحفاظ على لغة رسمية مكتوبة تُسجّل بها أدبيات الأمة وتراثها ولغة دارجة متمددة في شعابها ظهر الفصام اللغوي الواسع بين شعوب الأمة العربية، بل بين أقاليم القطر الواحد في بعض البلاد.

لماذ تزدوج اللغة؟

فيما يختص بالظاهرة، فإن المختصين قد تناولوا الازدواجية اللغوية من زاويتين: الأولى فيما يتعلّق بالمصطلح والمفهوم، والثانية من حيث نشأة الظاهرة نفسها والأسباب التي تؤدي لانفصال اللغة المكتوبة عن المتداولة بين العوام.

وقد ظهر في هذا الصدد قولان، أحدهما يعتبر الازدواجية جزءا من الظاهرة اللغوية منذ بدايات اللغة، وهو ما يعززه حضور الازدواجية في وقت مبكر من تاريخ العربية حتى عهد قريب بنزول القرآن[9].

بينما يقضي الرأي الآخر بأن الازدواجية لم تكن إلا تطورا لغويا فرضته ظروف خاصة مرت بها اللغة خلال تاريخها، وهو لا ينكر وجود الازدواج في الماضي البعيد للغة ولكن يؤكد على عدم تفاقمه بهذه الصورة، حيث يرى ابن خلدون أن هذا الازدواج “تحول عن الفصحى -لغة التنزيل- وفساد لما جُبِل عليه -يقصد العرب- من صفة راسخة أو مَلَكة أو طبع بسبب مخالطتهم الأعاجم، إذ البعد عن اللسان إنما هو بمخالطة العجم، ومن خالط العجم أكثر كانت لغته من ذلك اللسان الأصلي أبعد”[10].

وهو ما يؤكده ابن منظور في مقدمته لمعجمه “لسان العرب” حيث يقول “وذلك لما رأيته قد غلب في هذا الأوان من اختلاف الألسنة والألوان، حتى لقد أصبح اللحن -الخطأ- في الكلام يُعدّ لحنا مردودا، وصار النطق بالعربية من المعايب معدودا، وتنافس الناس في تصانيف الترجمات في اللغة الأعجمية وتفاصحوا في غير العربية، فجمعت هذا الكتاب في زمن أهله بغير لغته يفخرون، وصنعته كما صنع نوح الفلك وقومه منه يسخرون”[11].

وقد ناصر هذا الرأي -القائل بحداثة مفهوم الازدواجية- أغلب اللغويين المعاصرين، والغربيين منهم على وجه الخصوص، ففي دراسة مترجمة عن الوضع اللغوي في الجزيرة العربية بعنوان “دراسات في تاريخ اللغة”، يتفق معظم الباحثين مثل فريغسون في مقاله “اللغة العربية العامية المشتركة” 1959م، وجاشوا بلاو في دراسته “نشأة الازدواجية العربية” 1977م، وكذلك زويتلر في كتابه “التقليد الشفهي للشعر العربي القديم” 1978م، على أن الازدواجية العربية طارئة على اللغة وفق ما حدده ابن خلدون وابن منظور سابقا.

حيث يذهب إبراهيم كايد[12] إلى أن اتساع الرقعة الجغرافية للعالم الإسلامي قد أدى بدوره لاختلاط العرب بالثقافات المغايرة لثقافتهم مما اضطر المجتمعات المنضمة حديثا لاصطناع اللغة وتداولها، الأمر الذي ترك أثرا انحرافيا واضحا على اللسان العربي الفصيح شمل كل مستويات اللغة ومظاهرها، بدءا من التشكيل الصوتي والصيغ والتراكيب، وانتهاء بمظاهر الخطاب والنص وطرق التعبير.

هل تعتبر الازدواجية مُشكلة؟

كنتيجة طبيعية للصراع الدائر بين اللغتين الداخليتين: الفصحى والعامية، فقد استلزم ذلك وجود شكلين متداولين للغة: أولهما رسمي/كتابي تختص به الفصحى، والآخر لفظي/شفهي أنتجته العامية. ويرى فيرغسون[13] أن الازدواج اللغوي لا يتضح بقوة في لغة بعينها إلا إذا توافرت لها ثلاثة شروط، وهي:

–  توافر تراث أدبي وافر محفوظ باللغة الأصلية “الفصحى”.

– اقتصار الكتابة والتدوين على نخبة قليلة من المجتمع.

– مرور فترة زمنية طويلة -تُقدّر بقرون- على توافر الشرطين السابقين.

وبتوافر الشروط الثلاثة في اللغة العربية -أكثر من مرة خلال التاريخ- فإن الازدواج اللغوي يتجلى بصورة أقوى من غيره في اللغات الأخرى، غير أن حالة الاتزان الناشئة بين انحراف العامية القوي ورسوخ الأساس الفصيح -عن طريق القرآن والسُنّة كمصدري أساس للأمة- قد أدى إلى حفظ العربية من “التشظي الذي لحق باللاتينية وعدّدها إلى لغات مختلفة”[14]، وليس مجرد لهجات متباينة.

ولكن يذهب علي عبد الواحد في “علم اللغة” إلى أن خطورة هذا الفصام اللغوي تنبع في الأساس من الفصام الثقافي الناشئ على وحدة الأمة الفكرية والشعورية بسبب تعذّر التواصل اللغوي الموحد، فاللغة وإن كانت “وسيلة التواصل بين أفراد الجماعة الإنسانية الواحدة”[15] فإن العاميات المختلفة لم تحافظ على بقائها كما كانت قبل الازدواج.

وقد يبدو من الناحية الظاهرية أن الازدواجية لا تُمثّل التهديد الذي يُخشى منه، وأنها مجرد حالة لغوية عفوية تنشأ بضرورة الاختلاط والاختلاف، وهو الرأي الذي يرى أصحابه طبيعية الظاهرة وملازمتها لكل اللغات، دون تغلب أحد اللغتين الداخليتين على الأخرى، فلا الفصحى تتغير أو تنتصر، ولا العامية تتبعثر وتندثر.

ويناصر أصحاب الرأي الأخير كون اللغة الفصحى مقترنة بمطلقات ثابتة تحفظها من الاندثار والتلاشي إلى لغات منعزلة، كالقرآن الكريم والحديث النبوي، “الأمر الذي صعّب عملية تحويلها أو التحول عنها، وجعل تشظيها أو انحرافها أمرا مستحيلا”[16].

ولكن ثمة خطر يظهر في تصور لو سيركل[17] لهذه الازدواجية حين تنعكس الحالة، فتتحول العامية إلى اللغة السائدة والفصحى إلى اللغة المتبقية من القديم، غير أن دورة اللغة لن تنعكس مرة أخرى لتتبدل الأدوار، حيث تعمد العامية -في لعبة الكراسي الموسيقية تلك- إلى تفكيك النظام اللغوي للفصحى حين تسود فوقها، وهو ما لا يصعب تخيل أثره على المجتمعات الناطقة بالعربية حين يتفكك المطلق اللغوي الثابت وتسود النسبيات العامية على ما فيها من صعوبة إدراكية بين الأقاليم اللغوية المختلفة.

بات الطفل المتعلم يضيق باللغة ذرعا، ويرغب عنها إلى غيرها من العاميات المتاحة أو اللغات الأجنبية التي قد يحرز من خلالها تفوقا ملحوظا

مواقع التواصل

فبين هذا وذاك يدور السؤال عن جدّية المخاوف التي تمثلها ازدواجية العربية، غير أن الفريق الرافض لتقبّلها كأمر واقع لا فرار منه يرى أن الازدواجية -في كل الأحوال- “رمز للانحطاط والتخلف والصراع بين طبقات المجتمع”[18]. فالأمة الواعية هي “المنسجمة طبقاتها في بوتقة واحدة، وهي التي تدور طبقاتها في فلك واحد، يكون وليد ذهنية روحية واحدة، فإذا كان لكل طبقة لغة، وكانت الطبقة المثقفة تتكلم بلغة، والطبقة غير المثقفة تتكلم بلغة أخرى، لانعدم الانسجام ودبّ التفسّخ في بيت الأمة”.

وفي السياق نفسه، يرى أحمد المعتوق أن الازدواجية تؤثّر على الاستيعاب التعلّمي عند الأطفال “جرّاء لغة تتصارع مع مولود غير شرعي لا بد أن يوهنها صراعه”[19]، فيضيق الطفل المتعلم بها ذرعا، ويرغب عنها إلى غيرها من العاميات المتاحة أو اللغات الأجنبية التي قد يحرز من خلالها تفوقا ملحوظا، نظرا لضحالة العامية وضمور الفصحى أو تعثّرها، وهو ما يعتبره البعض قتلا للإبداع عند الطفل بسبب وجود حالة من التشظي والتردد بين عامية لا يحسن التفكير عبرها لخلوها من الأنماط الفكرية الإبداعية واقتصارها على تيسير الحياة اليومية الاعتيادية والنشاط الذهني العادي، وفصحى لم يتقنها ليقوى على التفكير من خلالها[20].

الازدواجية بين القبول والمقاومة

تأسيسا على الخلاف في تحديد حجم الخطر الناتج عن الازدواجية، فإن إستراتيجية التعامل أو التفكير فيما يجب فعله تجاهها تختلف أيضا بين الفريقين بحسب تصور كل منهما للأمر.

فمثلا، يرى عبد القادر المغربي من الفريق الأول[21] أن الازدواجية ظاهرة لغوية عامة، وأن كل لغة فصيحة من لغات البشر لها بجانبها لغة متولدة منها هي اللغة العامية أو اللغة الدارجة، والتسليم بها أمر طبيعي ومنطقي، إذ هو تسليم بالواقع اللغوي من جهة، واعتراف بطبيعة اللغات وقانون تطورها من جهة أخرى، كقبول التطورات الحادثة في الحياة بوجه عام على مر الزمان واختلاف المكان. لذا فإن هذا الفريق لا يجد حرجًا من وجود الازدواجية اللغوية وتقبلها، مع الاعتراف بكونها مشكلة، أو حتى دون الاعتراف بذلك.

البعض يعارض فكرة توحيد اللغة -الفصحى والعامية- كلها من الأساس لما لها من آثار تدميرية للهوية والثقافة، بما يهدد بنسيان الذات العربية من الأساس

مواقع التواصل

بينما يُعارض ذلك طائفة عريضة من المهتمين بالشأن اللغوي والمتخصصين، وهما في ذلك بين رأيين:

رأي جذري مجرّد:

يتمثّل في توحيد الخطاب واللغة بشكل محايد خالٍ من شوائب الازدواج دون التركيز على انتقاء لغة بعينها، فيذكر إبراهيم كايد[22] أن حل التوحد المطروح لا ينحاز للفصحى بصفة خاصة، وإنما يطلب التوحد بلغة واحدة، حتى وإن كانت غير عربية من الأساس.

الأمر الذي أعدّه كل من المصري وأبو الحسن في دراستهما[23] أمرا مرفوضا لسببين، أولهما: تطبيقي، يقضي بصعوبة تمثيل مثل هذا الاقتراح في الواقع، لأن استبدالا لغويا كهذا يتطلب جيلا كاملا أو جيلين ليتم التحول، وهو ما يعني مجموعة من العقود لن تلبث أن تنهزم أمام عقد واحد فقط تعود فيه الازدواجية للظهور من جديد مهما كانت اللغة الموحّدة. وسبب ثان: معنوي، يعارض الفكرة كلها من الأساس لما لها من آثار تدميرية للهوية والثقافة، بما يهدد بنسيان الذات العربية من الأساس.

رأي تقاربي آخر:

وبين الرفض الدائر بين الحلين: التسليم بالأمر الواقع، أو توحيد اللغة بغض النظر عن كنهها، يذكر حسين علي محفوظ في مقاله “تقريب العامية من الفصحى” أن حلا ثالثا يبدو أكثر واقعية وحفاظا على أصل اللغة عن طريق تقارب يُسمح فيه للعامية بالتخلي عن كثير من خصائصها لتقترب من الفصحى، وليس العكس، ويضيف أنه حل مثالي لتفادي الازدواجية الكائنة. وهو ما أسماه أحمد المعتوق بحل العربية الوسطى أو اللغة الثالثة[24].

في كل الأحوال، فإن الازدواجية كظاهرة -تفرض نفسها بصورة حتمية تتشارك فيها العربية مع غيرها- ستظل دائرة حول الرأيين المتباينين بين قبولها والتخاصم معها

بكساباي

ويُعزي البعض وجاهة اقتراح كهذا وإمكانية تطبيقه في الواقع إلى تراجع نسبة الأمية في الوطن العربي، وانتشار وسائل الإعلام المكتوبة والناطقة بالعربية الفصحى، وكذلك نشاط حركة الترجمة للعربية من المعارف الغربية[25]، فالفصحى المعاصرة والمنتشرة في هذه الأوساط لا تختلف عن الفصحى الأصيلة في كثير من الأنماط والحركات الصوتية، بل إن الاختلاف بينهما أبسط بكثير مما هو كائن في باقي اللغات القديمة التي تفرّع عنها لغات معاصرة.

وقد افترض أهل الحل الأخير[26] عددا من الآليات التي ستسهم -برأيهم- في تطبيقه بشكل واقعي، تتمثل أغلبها في إعادة النظر داخل العملية التعليمية عن طريق زيادة الجرعة النصوصية/الأدبية في مراحلها الأولى لتنمية حاستها ورفع مستوى التذوق اللغوي عند الطلاب، مع مراعاة التنوع في وسائل التعليم اللغوي في المراحل المتقدمة بتعميق القراءة والكتابة وتعميم النطق الصحيح بوسائل أدائية فاعلة ومؤثرة كالشعر والقصة والحكاية والمسلسل والفيلم والمسرح… إلخ. وكذا تعريب التعليم الجامعي وإنشاء مراكز ترجمة متطورة تعمل على تحديث اللغة بما يتوافق مع المصطلحات العلمية غربية المنشأ من الأساس.

وفي كل الأحوال، فإن الازدواجية كظاهرة -تفرض نفسها بصورة حتمية تتشارك فيها العربية مع غيرها- ستظل دائرة حول الرأيين المتباينين بين قبولها والتخاصم معها. فما بين خطر الاندثار وطبيعية الازدواج، وضرورة الاحتراس وهدوء التصالح ستبقى الأسئلة قائمة حتى يُجاب عنها بشكل فعلي، فإما أن يتحرك الفريق المناهض لإثبات واقعية فروضه في مقاومتها، وإما أن يثبت الحدث والزمان أن الأمر عفوي بالفعل وبين صعود وهبوط، غير أنها حتى الآن لم تصعد ما هبطته سابقا -عدا في بعض الحقب الزمنية كفترة ما بعد محمد علي[27]– بما يضع لمخاوف الرافضين الحُجج والدوافع لمقاومة ذاك.

المصادر

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

تعليقات